خلال زيارة علمية يؤديها وفد علمي وتقني من الأرشيف الصوتي الألماني التابع لجامعة « هومبولت » إلى مركز الموسيقى العربية والمتوسطية، وفي إطار التعاون الثقافي التونسي الألماني، تم تسليم نسخ رقمية لـ445 تسجيلا صوتيا لأصوات أسرى من شمال إفريقيا (تونس، والجزائر، والمغرب) ومن بعض البلدان الإفريقية، والتي تم تسجيلها خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وتختتم زيارة هذا الوفد اليوم الجمعة 10 جانفي الجاري بعد أربعة أيام من العمل المشترك مع المختصين التونسيين من أجل إدراج هذه التسجيلات الصوتية في الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية بالمركز. وفضلا عن التسجيلات، سيتم أيضا تسليم نسخ رقمية للوثائق المكتوبة والبيانات الوصفية المرافقة لها.

وتنقسم مجموعة التسجيلات المسلّمة إلى المركز إلى حقبتين زمنيتين، الأولى أُنجزت بين سنتي 1915 و1918 في معسكر الأسرى المسلمين بزوسن- فونزدورف (المعروف بـ »معسكر الهلال ») والثانية تم تسجيلها خلال عشرينيات وبدايات ثلاثينيات القرن الماضي.

وتندرج عملية تسليم التسجيلات في إطار التعاون التونسي الألماني في المجال الثقافي وفي إطار مشروع يهدف إلى إعادة التسجيلات الصوتية التي أُجريت مع أسرى الحرب إلى مجتمعاتهم الأصلية.

وقد مثل وجود هذا الوفد في تونس فرصة لتوقيع مذكرة تفاهم بين مركز الموسيقى العربية والمتوسطية ومركز هيرمان فون هيلمهولتز لتقنيات الثقافة، المسؤول عن مجموعات جامعة هومبولت بما في ذلك الأرشيف الصوتي Lautarchiv. وتنص هذه الاتفاقية على أن التسجيلات الصوتية والوثائق المكتوبة والبيانات الوصفية المنقولة إلى الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية التونسية غير خاضعة لأي قيود حقوق نشر مما يمنح المركز حقوقا غير محدودة لاستخدام المواد لأغراض البحث والتعليم والثقافة.

ومن ضمن النقاط المنصوص عليها في مذكرة التفاهم، استغلال المواد الأرشيفية المسلمة في مشاريع مستقبلية تشمل تنظيم معارض، وإصدار منشورات، وإطلاق مبادرات بحثية.

وفي سياق زيارة الوفد الألماني إلى تونس، تم تنظيم لقاء علمي تحت عنوان « من أرشيف الصوتيات الألماني إلى النجمة الزهراء: نحو تحقيق عدالة تاريخية لأسرى شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الأولى » وذلك يوم 8 جانفي بدار بن قاسم كاهية بالمدينة العتيقة بالعاصمة.

و نُظم هذا اللقاء في سياق أنشطة « ندوة: تونس والمتوسط وأبعد »، بما هي فضاء أكاديمي مستقل يهدف إلى تعزيز تبادل الأفكار بين الباحثين من مختلف المجالات الجغرافية والبحثية.

وتختتم الزيارة العلمية للوفد الألماني إلى تونس بعرض موسيقي نُظم صباح اليوم بفضاء النجمة الزهراء، مشفوع بلقاء علمي مع الفريق الألماني بمشاركة مجموعة من الباحثين التونسيين في المجالات ذات العلاقة.