أدانت الشركة التونسية للكهرباء والغاز بولاية قبلي حادثة اقتحام عدد من المواطنين لمقر إقليم الشركة بالجهة والاحتجاج ببهوه على خلفية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بعدد من مناطق الولاية.
واعتبرت في بلاغ صادر عنها اليوم الخميس، أن هذه الحادثة التي جدت أمس الاربعاء ،اعتداء على حرمة مؤسسة عمومية من شأنه أن يمس من هيبة الدولة ومؤسساتها.
كما اعتبرت الشركة اقتحام المواطنين عنوة مقر الاقليم وإقدامهم على ترهيب الأعوان تجاوزا خطيرا يمس من قيم التعامل الحضاري ومن شأنه أن يساهم في تأجيج الوضع وخلق مناخ اجتماعي مشحون بالجهة
وأكدت شروع الشركة في اتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية اللازمة بالتنسيق مع السلط الجهوية والمحلية ضد كل من ستثبت مسؤوليته في هذه الحادثة.
وذكرت بأن هذه الانقطاعات التي تم تسجيلها مؤخرا مردها بالأساس تضرر خط تحت أرضي لتوزيع الكهرباء 30 كيلوفولط جراء أشغال حفر قام بها أحد المواطنين إلى جانب التعدي المتكرر والعشوائي على الشبكة الكهربائية من قبل بعض الحرفاء فضلا عن الاستعمال المكثف للمكيفات في ظل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة.
وقد جندت الشركة وفق البلاغ ذاته، كافة مواردها البشرية وامكانياتها اللوجستية لاصلاح هذا العطب الفني وتفادي مثل هذه الانقطاعات على شبكة الكهرباء.
وتجدر الاشارة أنه يتم حاليا تزويد ثلث حرفاء الجهة المذكورة عبر محطة تحويل وقتية في انتظار الشروع في انجاز مشروع محطة التحويل ذات الجهد العالي بمنطقة « نويّل » والخط ذي الجهد العالي « نويل بوشمة » باعتمادات تقدر بحوالي 40 مليون دينار والمتعطل منذ سنة 2017 بسبب اعتراضات عقارية تهم مسار الخط الذي حددته الشركة لتمرير أعمدة الكهرباء ذات الجهد العالي 150 كيلوفولط. علما وان هذا المشروع سيساهم في تلبية حاجيات الجهة من الطاقة الكهربائية مستقبلا وبصفة مستقرة.
ودعت الشركة ممثلي المجتمع المدني بالجهة إلى التدخل قصد فض وحلحلة هذا الاشكال بما سيسرّع في انطلاق هذا المشروع.
وكان عدد من المحتجين قد أعربوا لمراسل (وات) في وقت سابق، عن تذمّرهم من ضعف ضغط التيّار الكهربائي وتكرّر انقطاعه خاصة عند ساعات الظهيرة التي تشتد فيها درجات الحرارة التي تجبر غالبية السكان على استعمال آلات التبريد والتكييف، داعين الى ضرورة التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانقطاعات المتكررة التي لا تراعي حقهم في التمتّع بخدمة جيدة من قبل الشركة التونسية للكهرباء والغاز ولا تحترم أبسط حقوق الانسان على حد تعبيرهم.
كما أشار عدد من المحتجين إلى أن إشكالية انقطاع التيار الكهربائي بعدد من مناطق ولاية قبلي تكرّرت خلال السنوات الأخيرة وخاصة في فصل الصيف تزامنا مع تفاقم الطلب على الكهرباء بسبب استعمال آلات التكييف.

وأعربوا عن استغرابهم من عدم اتخاذ إقليم الشركة التونسية للكهرباء والغاز لجملة من الإجراءات الاحتياطية لتفادي هذا الانقطاع الذي أدّى في عديد المرات إلى تضرر الكثير من الأجهزة الإلكترونية المنزلية فضلا عن كونه يشكّل خطورة كبرى على حياة عدد من المرضى الذين يستعملون أجهزة التنفّس الصناعية أو بعض الآلات الطبية التي تشتغل بالكهرباء في منازلهم.