تم اليوم الاربعاء بالعاصمة الاعلان عن الانطلاقة الفعلية لمشروع « تكامل  » لدعم مكونات المجتمع المحلي من اجل تعزيز المناعة المجتمعية الهادف اساسا للتصدي لكل أشكال التطرف العنيف خاصة لدى الشرائح الشبابية الهش.
واوضح مدير المشروع محمد الجويلي وهو استاذ علم الاجتماع ، خلال الندوة الافتتاحية لهذا المشروع الذي يتواصل على مدى اربع سنوات انه ينفذ من قبل منتدى « الجاحظ » و بالشراكة مع جمعية « تونس الغد » بولايات تونس والكاف وجندوبة ، كما يسعى المشروع الى تعزيز المناعة المجتمعية للتصدي لكل اشكال التطرف العنيف وذلك عبر مقاربة تعتمد على تفعيل المشاركة الايجابية لشرائح شبابية تعيش وضعيات هشة وتحتاج الى مرافقة مختلفة الاشكال.
واوضح المتحدث ان المشروع يرتكز على ثلاثة محاور اساسية ، يتعلق الاول بمرافقة الشريحة الشبابية 14-18 سنة التي تشكو صعوبات مختلفة عائلية ومدرسية ومعرضة لكل أصناف السلوكات المحفوفة بالمخاطر ومنها التطرف العنيف مبينا ان البرنامج يقوم باختيار 240 طفلا يتم العمل على اعادتهم الى وضع يكونون فيه أكثر ثقة في النفس وقادرين على بناء استقلاليتهم.
وابرز الجويلي انه لتحقيق هذا الهدف تشكلت شبكة من المختصين في المساندة والمرافقة لتامين التواصل المستمر مع هذه الفئة من الشباب من خلال اليات التدخل والانصات وتطوير القدرات وفض النزاعات من اجل اعادتهم الى محيطهم السليم ولكن بقدرات اضافية تحقق لهم استمرارية الاندماج واحداث التغيير الايجابي.
اما المحور الثاني لهذا المشروع فانه يعنى بالشريحة الشبابية العمرية 19-35 والتي تضم شبابا حاصلا على شهائد عليا جامعية أو شهائد في التكوين المهني مبينا انه سيتمّ من خلال المشروع مساندة ومرافقة 240 شابا من هذه الفئة العمرية والعمل على إلى إدماجهم في مؤسسات النسيج الاقتصادي أو مساعدتهم على انشاء مشاريع اقتصادية خاصة بهم.
وقال الجويلي ان المحور الثالث لهذا المشروع يهتم بفئة الفاعلين في الشأن الديني بكل من ولايتي جندوبة والكاف وذلك بتعزيز دورهم في نشر قيم التسامح و السلم الأهلي وعبر مساعدتهم على ابتكار مبادرات مجتمعية مدنية يتم تنفيذها خارج الفضاء المسجدي وفق مقاربة مجتمعية متكاملة بالاضافة إلى الفاعلين المحليين من بلديات ومكونات المجتمع المدني المحلي.
ولفت من جهة اخرى الى ان هذا المشروع الممول من قبل الصندوق العالمي للمشاركة المجتمعية والصمود بحوالي 950 ألف دولار امريكي (حوالي 2800 الف دينار) يأتي في إطار تدعيم مجهودات الدولة التونسية لتعزيز المناعة المجتمعية للتوقي من التطرف العنيف.
يذكر ان هذا المشروع ينفذ بالشراكة مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب ووزارات التربية والتشغيل والتكوين المهني و الشؤون الدينية و الشؤون الاجتماعية و المرأة والاسرة اضافة الى الشركاء المحليين في الولايات المعنية بالبرنامج ،ومنها المجالس البلدية والمنظمات المهنية والمجتمع المدني.
ويعد مشروع « تكامل » ،مواصلة لمشروع « شبكة الفاعلين في الشأن الديني للتوقي من التطرف العنيف »، الذي كان قد نفذه منتدى الجاحظ و مشروع « تنفيذ » الذي انجزته جمعية تونس الغد و ذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب وقد تواصلا المشروعين الاخيرين خلال سنوات 2019 و 2020 و 2021.