البث الحي

الاخبار : اخبار ثقافية

f98c88eb-dc2b-4c59-a0f1-a571971f1f24

الكاتب والصحفي رشيد خشانة يوثق لمسيرة مية الجريبي الفكرية والسياسية في كتاب بعنوان « مية الجريبي أيقونة تونسية »

صدر للكاتب والصحفي رشيد خشانة، موفى سنة 2021 كتاب بعنوان « مية الجريبي أيقونة تونسية »، اهتمّ فيه بالمسيرة الفكرية والسياسية الحافلة لهذه الشخصية الوطنية التقدمية (1960 – 2018) ونضالاتها من أجل الحقوق والحريات والعدالة.
وجاء هذا الكتاب في 272 صفحة، وطُبع بدعم من مؤسسة « هانس زايدل » الألمانية، وهو يندرج ضمن سلسلة « مسارات »، وفيه يقدّم رشيد خشانة قراءة في البيئة الاجتماعية والسياسية التي نشأت فيها ميّة الجريبي ونحتت من خلالها مسارها كأيقونة تونسية ومناضلة سياسية وحقوقية كسبت محبة الناس واحترام معارضيها.
واستهلّ الكاتب إصداره الجديد بتوطئة عدّد فيها مزايا المناضلة الفقيدة ميّة الجريبي من خلال كفاحها الفكري والسياسي والاجتماعي ودماثة أخلاقها، إلى جانب تشبّعها بقيم الانتماء إلى الوطن تونس. ثمّ تلت توطئة الكتاب مقدّمة بقلم الدكتور رياض المرابط الذي سرد من خلالها السيرة الذاتية لمية الجريبي، مطلقا عليها صفة « الزعيمة التونسية »، فتحدّث عن نشأتها في منطقة بوعرادة من ولاية سليانة ومسيرتها التعليمية الثانوية، ومن ثمة التحاقها بالجامعة في خريف سنة 1979 التي عبّدت لها طريق الالتحاق بعالم السياسة ولتصبح بعد ذلك رمزا وطنيا في العمل السياسي وفي الانتصار للحقوق والحريات ولتنحاز للمرأة في كتاباتها الصحفية وخطبها السياسية والجماهيرية.
وجزّأ المؤلف هذا الكتاب إلى أربع أقسام عنونَها بـ « مية الجريبي… أيقونة سياسية » و »القلم الملتزم… مقالات وتحقيقات » و »خطب ومواقف » و »حوارات صحفية ». وقد اعتمد رشيد خشانة مقاربة تاريخية في تتبّع المراحل التي مرّت بها مية الجريبي، متوقفا في كل مرحلة على القضايا المحورية لتسليط الضوء على السياقات التي أتت فيها مواقف الفقيدة وكتاباتها.
واهتمّ الجزء الأول من الكتاب « ميّة الجريبي… أيقونة سياسية » بمسيرة مية الجريبي في كلّ المراحل منذ أن كانت طالبة إلى حين توليها منصب الأمانة العامة للحزب الديمقراطي التقدّمي، لتصبح بذلك أول امرأة تونسية تضطلع بهذا المنصب الحزبي، ثم قيادتها للتحركات الاحتجاجية التي اندلعت بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 وانتهت بالإطاحة بديكتاتورية نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. ولم تتوقّف مسيرتها النضالية بعد 2011، إذ استمرّت في الدفاع عن الحقوق والحريات لا سيما الحريات الفردية وحقوق المرأة أثناء حكم الترويكا وفترة المجلس الوطني التأسيسي الذي فازت حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي بأغلبية مقاعده.
وضمّن الكاتب القسم الثاني من هذا المبحث « القلم الملتزم… مقالات وتحقيقات » أكثر من 15 مقالا وتحقيقا صحفيا خلال فترة عمل ميّة الجريبي في صحيفة الرأي، إذ اهتمّت الفقيدة في مقالاتها بأهم الأحداث السياسية والتحركات الاجتماعية التي هزّت البلاد، خاصة في فترة الثمانينات أهمها انتفاضة الخبز التي اندلعت سنة 1984. كما تطرّقت في هذه المقالات إلى عديد القضايا التي تهم المرأة كالاغتصاب وحقوق النساء والمحاكمات السياسية الجائرة للمعارضين السياسيين والحركة الطلابية وغيرها.
وفي الجزء الثالث من الكتاب « خطب ومواقف »، وثّق رشيد خشانة عددا من الخطب السياسية لمية الجريبي في مؤتمرات الحزب الديمقراطي التقدمي ثم في الحزب الجمهوري، بالإضافة إلى الندوات الصحفية التي عقدتها في الأحداث الكبرى أهمها معركة البطون الخاوية التي خاضتها لمدة شهر سنة 2007، وذلك دفاعا عن حرية العمل السياسي في ظل نظام حكم بن علي.
واختار الكاتب في القسم الرابع والأخير من الكتاب المعنون : « حوارات صحفية » أهم ما كتبته الصحف عن ميّة الجريبي قبل وفاتها وبعدها باللغتين العربية والفرنسية، لا سيما في مجال تمكين المرأة وريادتها في العمل السياسي.
والمناضلة الفقيدة ميّة الجريبي هي من مواليد 29 جانفي 1960 ببوعرادة (ولاية سليانة) وتوفيت بتونس العاصمة يوم 19 ماي 2018 عن سن ناهزت 58 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
زاولت تعليمها بمدينة رادس حيث كانت تقطن ثم أكملت دراستها الجامعية في كلية العلوم بصفاقس (1979 ـ 1983) وقد عرفت بنضالها في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس.
انضمت الفقيدة إلى فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس في أوائل الثمانينات وكانت لها بعض المساهمات في الجريدة الأسبوعية المستقلة « الرأي » وكذلك « الموقف ». كما كان لها نشاط جمعياتي مكثّف ومتنوّع.
وفي موفى 1983، شاركت الجريبي في تأسيس « التجمع الإشتراكي التقدمي » مع أحمد نجيب الشابي والذي أصبح إسمه لاحقا « الحزب الديمقراطي التقدمي ». بعد أن انضمت إلى مكتبه السياسي سنة 1986، تم انتخابها في 2006 على رأس هذا الحزب خلفا لأحمد نجيب الشابي لتكون بذلك أول امرأة تقود حزبا سياسيا في تونس.
في 23 أكتوبر 2011 تم انتخابها بدائرة بن عروس في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي (2011 – 2014) ونافست مصطفى بن جعفر (حزب التكتل من أجل العمل والحريات) على رئاسة هذا المجلس.
وتم انتخاب الجريبي في 9 أفريل 2012، أمينة عامة للحزب الجمهوري، إثر الإعلان عن التحالف بين الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري وبقيت في هذا المنصب إلى غاية 2014، تاريخ انسحابها من الحياة السياسية، بسبب معاناتها من المرض.
أما رشيد خشانة مؤلف هذا الكتاب، فهو كاتب وصحفي تونسي، وقد جمعته بالفقيدة عديد المحطات السياسية، مما جعله يحرص على توثيق مسيرة هذه الأيقونة حفظا من النسيان، وللتعريف بنضالاتها لدى مختلف الأجيال.
وقد عمل رئيس تحرير لصحيفة « الموقف » الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض أثناء فترة حكم بن علي، ثم رئيسا لقسم المغرب العربي بقناة « الجزيرة »، ومديرا لمكتب « الحياة » بتونس. كما شغل منصب رئيس مدير عام لوكالة تونس افريقيا للأنباء بين 5 ديسمبر سنة 2018 و11 ديسمبر 2019. صدر له سنة 2016 كتاب بعنوان « الطريق إلى سايكس بيكو: الحرب العالمية الأولى بعيون عربية » و »حسيب بن عمار وحلم المشروع الإصلاحي » (2020).

بقية الأخبار

برامج إذاعة المنستير

برامج إذاعة المنستير

برامج اليوم

برامج اليوم

بشائر الصباح

بشائر الصباح

Facebook

Facebook

Instagram

Instagram

Youtube

Youtube

Twitter

Twitter

شهادات حية

شهادات حية

الميثاق التحريري

الميثاق التحريري

مدونة السلوك

مدونة السلوك