تحت شعار « معالمنا هويتنا » نظمت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير والمعهد الوطني للتراث ودار الثقافة المكنين والمتحف الأثري والاتنوغرافي بالمكنين والمعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين، مساء أمس السبت، بفضاء متحف المكنين، حفل توقيع كتاب « المعالم الدينية بالمكنين دراسة تاريخية توثيقية » لمؤلفه الفنّان الفوتوغرافي شكري بن عبد الحفيظ. .
وقال مؤلف الكتاب الفنّان الفوتوغرافي، شكري بن عبد الحفيظ، أنه سيتم، بمناسبة حفل توقيع الكتاب، إطلاق مبادرة لترميم المعالم الأثرية بمدينة المكنين بمشاركة المجتمع المدني، مشيرا إلى وجود 42 معلما في هذه المدينة اندثر نصفها، ولم يصمد سوى 21 معلما جلها مهددة بالاندثار أو في حالة سيئة وهي مهملة ولا يقع ترميمها أو صيانتها.
وبين أن العديد من هذه المعالم استولي عليها عدد من الأشخاص وكان ذلك من بين الأسباب التي دفعته إلى تأليف كتاب « المعالم الدينية بالمكنين » الذي جاء في 86 صفحة، وهو مدعم من صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، وقد طبع في ألف نسخة، سيخصص قيمة بيع كمية منها لترميم معالم مدينة المكنين.
وأكد الفنان شكري بن عبد الحفيظ أنّ غايته من نشر الكتاب ليست ربحية بقدر ما هي محاولة للمحافظة على ما تبقي من المعالم بمدينته، والتي يتميز العديد منها بخصوصية معمارية مُكْنِيَة ذات علاقة بصناعة الفخار التي تختص بها المكنين، فقباب العديد من المساجد مبنية من الفخار (حلقات مستطيلة).
وقسم الكتاب إلى بابين خصص الأوّل لتقديم بيانات حول الجوامع والمساجد والزوايا والأضرحة والصلوات (خاصة باليهود) بمدينة المكنين على شكل جداول تحدد موقع المعلم وصنفه ومكوّناته ووضعه الحالي، وثان لدراسة الجوامع والمساجد والزوايا والأضرحة والصلوات وهو القسم الذي ضمنه 140 صورة.
وقال بن عبد الحفيظ إن أكبر صعوبة اعترضته في تأليف هذا الكتاب قلة المراجع المختصة في تاريخ المكنين ومعالمها، وغياب الوثيقة التاريخية، باستثناء نقيشة لجامع سيدي بوعبانة الموجودة بمتحف المكنين، مؤكدا أنّه اعتمد كثيرا على مؤلف المؤرخ زهير نصر « دراسة تاريخية أثرية لبلدة ساحلية خلال العهد العثماني » صدر سنة 2016 وإلى أرشيف أملاك الدولة، ووثائق الأرشيف الوطني التونسي.
ووجد صاحب الكتاب صعوبة للدخول إلى عدد من المعالم لإلتقاط صور لها من الداخل لعدم السماح له بذلك من قبل من أصبحوا يستغلونها بدون وجه حقّ قانوني، وفق تأكيده.
وأفادت مديرة دار الثقافة، بسمة بوزيد، من جهتها، في تصريح ل(وات) أن اختيار فضاء متحف المكنين لاحتضان هذه التظاهرة الثقافية يندرج في إطار الحرص على تثمين التراث والمحافظة عليه، وتحسيس الناشئة والطلبة بأهمية نشر ثقافة المحافظة على التراث.