استأنف مساء أمس « صالون الإبداع الأدبي الهادي نعمان » بالمركب الثقافي بالمنستير نشاطه بعد انقطاع تواصل قرابة السنة والنصف بسبب جائحة كورونا . وافتتح الموسم الثقافي 2021-2022 بأمسية أدبية خصصها لتقديم الإصدار الجديد « الأبيات والقوافي » للشاعر صالح خليفة صاحب أكبر مدونة شعرية باللغة الفرنسية وفق ما أفاد « وات » مدير صالون الابداع الأدبي الهادي النعمان الشاعر الحبيب المرموش.
وتكشف المدونة الشعرية الضخمة لصالح خليفة « أننا أمام شاعر كبير واستثنائي يكتب بلغة فرنسية متينة ومتناغمة سلسة، يكاد الكلام لا ينشأ عنده إلا منغما موزونا وفي لغة استعارية جميلة » فهو يكتب باللغة الفرنسية غير أنّه لا يتخفي وراء أي علم من أعلامها وله ثقافة عالمية موسوعية فكتابته تعج بأسماء الأعلام والأماكن وكل اسم علم أو مكان وراءه قصة وأسطورة وبالتالي لابّد أن يطلع عليه من يقرأ الفرنسية، وأن يتوجه البحث الجامعي نحو دراسة هذه المدونة الشعرية حسب رأي الأستاذ الجامعي والباحث أحمد الحيزم.
ويعتبر تقديم الأستاذ الدكتور الشاعر صالح خليفة « فرصة تاريخية للتعريف بمبدع تونسي تجاوز حدود الوطني ودخل مجال الإبداع العالمي دفاعا عن هويتنا وشخصيتا وعن كافة المظلومين في الأرض » وفق الأستاذ الجامعي عمر الإمام الذي اعتبر أنّ صالح خليفة « غلب فطاحلة الشعراء الفرنسيين في لغتهم وإبداعهم واستطاع أن يحدث ثورة لم يحدثها شاعر آخر قبله في نوعية الابداع الذي اتبعه لذلك فإن مدونته الشعرية جديرة بكلّ التشجيع ».
ويكتب البروفسور صالح خليفة المتحصل على دكتوراه الدولة في التاريخ والحضارات، الشعر الفرنسي الكلاسيكي وأصدر 315 ديوانا شعريا باللّغة الفرنسية تعدّ جميعها مليونا و300 ألف بيت شعري في أغراض شعرية متعلقة كلّها بهموم الشعوب المستضعفة حسب ما ذكر لوات الشاعر صالح خليفة إثر الأمسية الأدبية..
ويؤكد الشاعر صالح خليفة الذي استعرض خلال هذه الأمسية تجربته في السابق وتجربته الآنية أنّه صاحب أكبر مدونة شعرية باللّغة الفرنسية إلا أنّ تجربته لا تلقي الصدى الكبير في الدول العربية وفي تونس عموما.
وتميزت هذه الأمسية بمراوحة بين المداخلات العلمية والقراءات الشعرية للشاعر صالح خليفة، والنقاش مع الحضور من شعراء وأدباء باللّغة العربية أو الفرنسية على غرار الشاعر الحبيب الزناد وبعض الوصلات الموسيقية مع الشاعر المنصف قلالة والفنّان الملحن نجيب عياد.
تم