واكب جمهور من هواة الفن السابع مساء أمس الأحد بالمنستير الفلم الوثائقي « هنّ » للإعلامي والمخرج شاكر بسباس وذلك في إطار البرنامج الوطني حوارات ثقافية، وضمن تظاهرة « مؤانسات المركب الرمضانية » التي ينظمها المركب الثقافي من 24 مارس إلى غاية 16 أفريل الجاري بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.
وحرص القائمون على المركب الثقافي بالمنستير على برمجة وعرض فلم « هنّ » في شهر رمضان ليكون هناك لقاء مع محبي السينما والثقافة خاصة أنّ شاكر بسباس بدأ نشاطه في المركب الثقافي بالمنستير حيث مارس المسرح في جمعية البعث المسرحي حسب ما أوضحه مدير المركب الثقافي فهد بنحمودة.
وأضاف بنحمودة أنّ هذا الفلم الوثائقي يطرح إحدى قضايا الساعة وهي معاناة مرضى قصور الكلى عبر شخصية امرأة من حاجب العيون ومعاناتها هي وبقية المرضى في التنقل من منازلهم إلى نقطة تجميع أين تأتي سيارة إسعاف لنقلهم للقيام بعملية تصفية الدم، ويتناول الفيلم علاقة الطفل بالأم المطلقة، وعلاقة الراهبة بالأطفال. وكانت طريقة شاكر بسباس في جمع ثلاث شخصيات نسائية مركبة في وضعيتها المعيشية، مختلفة عن الموجود.
ويعدّ فلم « هنّ » الوثائقي المتوسط (50 دقيقة) قصير جدّا مقارنة بالأحداث التي صوّرها المخرج والواقع الذي نقله حسب ما أفاد صابر بالرحومة عضو المكتب الجامعي للجامعة التونسية لنوادي السينما الذي تولى تنشيط حصة النقاش التي عقبت عرض هذا الفلم الوثائقي.
وتدور أحداث الفلم حول ثلاث شخصيات نسائية لا يلتقين أبدا فواحدة راهبة وهبت حياتها للرب، وأخرى مصابة بقصور كلوي وتتابع حصص تصفية الدم وتصارع من أجل البقاء على قيد الحياة وثالثة مطلقة وتعانى من تأثير نظرة المجتمع وبالتالي فهي ثلاث معارك مختلفة ولكن وقع وصفها وعرضها وتصويرها بشكل جيّد دون الوقوع في المباشراتية. ويعكس هذا الفلم « تمكن المخرج جيّدا من التقنيات السينمائية وفق ما أكده صابر بالرحومة.
وكانت بداية دخول شاكر بسباس إلى عالم الفن السابع في نوادي السينما التي تعد محضنة في تونس تكوّن الناقدين والمخرجين والعاملين في قطاع السينما حسب ما أفاد وات المخرج إثر عرض الفلم ومناقشته. واعتبر بسباس أنّ العمل في الصحافة يطوّر النظرة وعندما يقرر الصحافي الدخول إلى عالم السينما فأقرب باب بالنسبة إليه وأكثر عالم ربّما يستطيع أن يطور نفسه فيه فهو عالم السينما الوثائقية أو سينما الواقع.
وأخرج شاكر بسباس منذ نحو ثلاث سنوات فلمه الوثائقي الأوّل بعنوان  » في حيّنا » تطرق فيه إلى مشاكل مطروحة في أحياء شعبية من خلال شهادات لمواطنين صحافيين كانوا موجودين فيها ثم أخرج « هنّ » وهو فلم « إنساني » بحسب صاحبه، أراد فيه فسح المجال للمرأة للتحدث عن الواقع وهو لا يتناول مشاكل المرأة فقط بل يتجاوز ذلك إلى طرح مشاكل يعيشها القطاع الصحي والبنية التحية في البلاد عموما وغيرها. وحاول المخرج في خمسين دقيقة تسليط الأضواء على هذه القضايا من خلال ما تعيشه النساء الثلاثة من معاناة مشتركة رغم أنهن لا يعرفن بعضهن البعض ولكن ما يجمع بينهن هو الأمل وعالم الأطفال وفق المخرج.