نفذت ظهر اليوم أمام السجن المدني بالمنستير عدد من أفراد عائلة السجين فتحي كركوب (37 سنة من ولاية المنستير) وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة وكشف حقيقية وفاته بالسّجن وعدم التلاعب بملفه مؤكدين التزامهم باحترام القانون وفق ما صرّت به لــ(وات) أخته.
وأكّدت أنّهم يوجّهون نداء إلى رئيس الجمهورية لفتح ملفّ أخيها الذي تقول « لقد ظلم كثيرا خلال حياته وفي طريقة موته التي كانت بشعة جدّا »، مضيفة أنّهم لا يريدون أن يقع تغيير الحقائق في ملف أخيها باعتباره أصيب بجرثومة في السجن المدني في المنستير وتعكّرت حالته الصحية ولم يحظى بالرعاية الصحية اللازمة لمعالجته وتوفي داخل هذا السجن حسب شهادة سجناء من ذات السجن، مضيفة أنّ شقيقها وقع إيقافه وايداعه بسجن المسعدين في ولاية سوسة ثم نقله إلى السجن المدني بالمنستير في قضية تكوين وفاق لاجتياز الحدود البحرية خلسة وهي قضية كيدية إذ أنّ الشهود ذكروا في البداية أنّهم لا يعرفون أخاها ثم شهدوا عكس ذلك، حسب قولها.
وصرّحت أنّهم يعرفون الأشخاص الحقيقين الذين نظّموا عملية الهجرة غير النظامية للحدود البحرية وجميعهم طلقاء وأنّهم مستعدون للإدلاء بشهادتهم للقضاء وفق تأكديها.
وقالت أرملة فتحي كركوب أنّ زوجها دخل السجن يوم 22 أكتوبر 2021 في حالة إيقاف وتوفي يوم الخميس 9 ديسمبر الجاري تاركا خمسة أطفال أصغرهم عمره 10 أشهر وأنّهم يتلقون تهديدات من المنظّمين الحقيقيين للهجرة السرّية، حسب قولها.
ورفع المشاركون في هذه الوقفة لافتات طالبوا فيها بعدم التلاعب بملف فتحي كركوب وبأن يمسح رئيس الجمهورية « دمعة المظلوم الزوالي »، و »الصحة حق كلّ سجين »،
و »فتحي مات مقتول ».
من ناحيته أفاد (وات) الناطق الرسمي للهيئة العامة للسجون والإصلاح نزار سلام أنّ السجين المتوفي فتحي كركوب وقع عرضه يوم 5 نوفمبر الماضي على الفحص الطبي دون تسجيل أعراض أو أمراض.
ووقع يوم 8 ديسمبر الجاري وحوالي الساعة العاشرة صباحا وبطلب من هذا السجين عرضه على طبيب السجن الذي وصف له بعض الأدوية تم تمكينه منها في نفس اليوم مع إجراء تحليل سريع لتقصي فيروس « كوفيد19″ وكانت نتيجته سلبية.
وأضاف أنّه بتاريخ 9 ديسمبر الجاري وعلى الساعة السابعة و55 دقيقة صباحا وقع نقل هذا السجين إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة في المنستير لتلقّي العلاج بعد تعكّر حالته الصحية. وأعلن في نفس اليوم عن وفاته على الساعة الثامنة والربع صباحا.
وأفاد نزار سلام أنّ النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير تعهّدت بفتح بحث تحقيقي وبإنابة فرقة الشرطة العدلية علاوة على أنّ التفقدية العامة للسجون والإصلاح تعهّدت تلقائيا بالقيام بالأبحاث الإدارية المستوجبة.
وكان السجين المتوفي فتحي كركوب أودع بسجن المسعدين بولاية سوسة يوم 10 أكتوبر 2021 بمقتضي بطاقة إيداع صادرة عن السيد قاضي التحقيق بالمكتب السابع لدى المحكمة الابتدائية بالمنستير من أجل تكوين وفاق يهدف إلى مساعدة أشخاص لاجتياز الحدود البحرية خلسة، وبعد قضاء فترة الحجر الصحي بسجن المسعدين وقع نقله بتاريخ 4 نوفمبر 2021 إلى السجن المدني في المنستير حسب ذات المصدر.