اختار البنك العالمي شعار « غابات في صحّة جيّدة لأفراد في صحّة جيّدة » للاحتفال باليوم العالمي للغابات الموافق ليوم 21 مارس 2023. ودعا إلى ضرورة الحفاظ على الغابات باعتبارها « مصدرا هامّا للعيش وللعمل، خاصّة، خلال مرحلة التعافي من آثار جائحة كوفيد – 19″.
وأكّد البنك العالمي، في مدوّنة نشرها مؤخرا على موقعه، أن الغابات تقدم، أيضا، خدمات النظم الايكولوجيّة البريّة من خلال توفير الفضاء للتنوّع البيولوجي ومياه الشرب وإزالة الكربون.
واعتبر البنك العالمي أن « اعتماد مقاربة مندمجة أصبح ملحا، أكثر من أي وقت مضى، للتصرف في الفضاء الطبيعي بشكل يراعي صحّة الإنسان والحيوان والنظم الإيكولوجية في الوقت ذاته »، خاصّة، وأنّ « أكثر من 30 بالمائة من الأمراض الجديدة، التي تمّ إحصاؤها منذ سنة 1960، ترجع إلى تغيّر نمط استخدام الأراضي وإزالة الغابات. وترتبط نسبة 15 بالمائة، من 250 مرضا معديا ناشئا ومتطوّرا، بعمليّة إزالة الغابات ».
واعتبر البنك العالمي إلى أن « إزالة الغابات، ولا سيما في المناطق الاستوائية، قد ساهم في تطوّر الأمراض المعدية على غرار حمى الضنك والملاريا » (منظمة الأغذية والزراعة/الفاو 2022) ». ويُعزى، أيضا، حوالي 12 بالمائة من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم إلى إزالة الغابات وتدهورها.
وذكّرت مؤسسة التمويل الدوليّة بأنّ إرساء خطّة عمل تركّز على العمل وفق مقاربة شاملة عبر قطاعات الفلاحة والنقل والطاقة لتحقيق تأثير إيجابي للتنمية والتنوّع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي وتخفيف آثار التغيّرات المناخية والتأقلم معها.
ويساند الصندوق الائتماني متعدد المانحين « بروغرين »، الذّي تم اطلاقه سنة 2019، للحفاظ على استدامة الأراضي الطبيعية القادرة على الصمود أمام صدمات المناخ، جهود البلدان لتحسين سبل كسب العيش وتدعيم الاستثمار في التصرف وحفظ الغابات وجميع النظم الإيكولوجية البرية، والحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادة الأراضي الطبيعية والتخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيّف معها.
وسيساعد هذا الصندوق، من خلال تبني نهج متكامل مراعٍ للبيئة الطبيعية، البلدان على الوفاء بأهدافها والتزاماتها بشأن التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والعالمي، بما في ذلك الحد من الفقر، على نحو يتسم بفاعلية التكلفة على نطاق واسع.
وحثّ البنك الدولي الحكومات على اطلاق برامج عمل لإعادة تأهيل الأراضي والأشغال في الغابات، فضلا عن تطوير برامج للتصرف في المشهد الطبيعي قصد توفير مواطن الشغل وتعزيز الأمن الغذائي والموارد الطبيعية على المدى الطويل.
وتقدّر مساحة الغابات في تونس ب5،6 مليون هكتارا، أي ما يعادل 34 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد. وتتمركز بالأساس في جهة الشمال الغربي بين منطقتي « خمير » و »مقعد ». وتعتبر عين دراهم (ولاية جندوبة) معتمدية غابية بامتياز حيث يمثل الغطاء الغابي 78 بالمائة من مساحتها الجملية.