نظّمت جمعية المهرجان الدولي للواحات للسياحة والثقافة في توزر بالشراكة مع جمعية لإرادة للتنمية ندوة علمية بعنوان الواحات التونسية ورهانات التنمية وذلك على هامش الدورة 42 من المهرجان تمتد يومي 16 و17 ديسمبر بمشاركة خبراء وباحثين في المجال الواحي.
يأتي اختيار هذا الموضوع وفق ما ذكره ياسين براني رئيس جمعية إرادة للتنمية ومنسّق الندوة في سياق ما تعرفه الواحات التونسية في الفترة الراهنة من تحولات كبرى على جميع الأصعدة البيئية والاجتماعية والثقافة والتراث.
ويتم خلالها تناول مختلف التهديدات البيئية والصحية والمناخية من خلال ثلاث جلسات علمية تهتم بواقع الفلاحة الواحية والحوكمة في التصرف في هذه المنظومة لإعادة دورها الريادي فضلا عن الاهتمام بمجال الفلاحة الواحية في محيطها كتربية الماشية والتحديات المطروحة فيما يتعلق بالموارد المائية والتغيرات المناخية والبيئة وتأثيرها المباشر في الواحات علاوة على الجانب التراثي وتثمين جميع منتجات الواحة والتراث الثقافي المادي واللامادي بالواحات بمشاركة باحثين من المعهد الوطني للتراث.
وتتيح الندوة بحسب منسقها ياسين براني زيارات ميدانية للراغبين في التعرّف على بعض التجارب والممارسات الجيدة المعتمدة في بعض الواحات بزيارة ضيعة نموذجية تعمل في مجال انتاج المستسمد الطبيعي وتثمين مخلفات النخيل وزيارة مشروع نموذجي في مجال التنوع البيولوجي بواحة حامة الجريد مع التعرف على أهم التجارب العلمية والحلول المنجزة من قبل البحث العلمي بزيارة المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية في دقاش.
واستعرض الباحث ومدير المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية أحمد النمصي في مداخلته أهم الرهانات والتحديات التي تواجه المنظومة الواحية بجميع مكوناتها مؤكدا في هذا السياق في تصريح لوات أن البحث العلمي يسعى الى تقديم حلول استباقية لما تواجهه الواحات التونسية خصوصا فيما يتعلق بالتغيرات المناخية بتحضير الحزمة الفنية لتأمين ديمومة المنظومة ومقاومة الامراض وندرة المياه مع تقديم مقترحات علمية تعنى بالواحات بعضها وقع تبنيه من الصناديق العالمية التي تعنى بالجانب البيئي والتنوع البيولوجي.
وباعتبارها منظومة هشّة أشار النمصي الى أن التغيرات المناخية ألقت بظلها على المنظومة الواحية من حيث ندرة المياه وتملح المياه والتربة ووجود أمراض مستجدة وتأثير ارتفاع درجات الحرارة في جودة الثمار داعيا الى حسن الاعداد لهذه المتغيرات بتوفير البدائل وتقديمها للفلاح حتى تعيد توزان المنظومة.
وقال إن المتغيرات المناخية هي في صلب اهتمام البحث العلمي الذي يعمل على تحيين الأبحاث على ضوء هذه المتغيرات بالرصد والمتابعة وخلق قاعدة بيانات والاستباق على مستوى الاثار المنجرة عن تغيرات المناخ حيث من المنتظر أن تتوج الندوة بمخرجات فنية وعلمية تقدم الى الجهات المعنية.