تنظم مؤسسة روزا لوكسمبورغ (مكتب التعاون الأكاديمي) بالاشتراك مع دار محمد علي للنشر مجموعة من اللقاءات الثقافية والفكرية بعنوان « حين تلتقي روزا بمحمد علي » وذلك من 14 إلى 17 ديسمبر في مسرح نجمة الشمال بتونس العاصمة.
وتمثل هذه اللقاءات، وفق بلاغ صادر عن المنظمين، فرصة للنقاش والحديث عن أهم قضايا الساعة انطلاقا من تحليل مضامين أحدث الكتب التي نشرتها مؤسسة روزا لوكسمبورغ مكتب التعاون الأكاديمي ودار محمد علي، وهي « الحريات الفردية والمساواة بتونس بين التنوير والتكفير » و »في ثنايا النسويات » و »حركة المجتمع التونسي في عشرية الثورة بين إرادة الحياة واستجابة القدر » و »مجتمع الثورة وما بعد الثورة ».
وبحسب المصدر ذاته فإن « حين تلتقي روزا بمحمد علي » ليست مجردّ ذكرى لشخصيتين شكلتا جزءا من تاريخنا الحديث، بل هي أيضا إشادة بإرثهما ومواصلة المقاومة. فتاريخيا، كان كل من روزا لوكسمبورغ ومحمد على الحامي موجودين في ألمانيا في نفس الفترة تقريبا وذلك في العقد الأول من القرن العشرين، وكانت غايتهما تحقيق المساواة والعدل، لذلك تمثل هذه اللقاءات فرصة لاستحضار ما آمن به كلاهما من قيم تلهم شباب اليوم.
وجدير بالتذكير أن محمد علي الحامي (1890 – 1928) ولد في الحامة في الجنوب التونسي ويعتبر والد النقابة التونسية. التحق بإحدى الجامعات الشعبية الحرة في برلين حيث تابع دروسا في الاقتصاد السياسي ونال شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي في 1924.كان محمد علي الحامي أول من ربط حركة المطالب الوطنية التونسية بالقواعد الشعبية بعد أن كانت تتوجّه لنخبة صغيرة مثقفة ذات طبيعة برجوازية، وهذا ما تسبب بقطيعة بينه وبين الحزب الحر الدستوري، قائد الحركة الوطنية في ذلك الوقت، مما دفعه إلى التفكير في صيغة تنظيمية جديدة للنضال الجماهيري ضد الاستعمار، فوجد ضالته في العمل النقابي
ومن جهتها تعتبر روزا لوكسمبورغ أحد أبرز ممثلي الحركة الاشتراكية الأوروبية وكانت ناقدة شغوفةً للرأسمالية، واكتسبت من نقدها القوة للعمل الراديكالي.
وبحسب المنظمين لهذه اللقاءات الثقافية والفكرية، يرتبط مصير روزا لوكسمبورغ ارتباطًا لا ينفصم بتطور الحركة العمالية الألمانية، والمعارك بين توجهاتها المختلفة، وفي النهاية بانشقاقها. كانت عضوًا في الحزب الاجتماعي الديمقراطي بألمانيا، ومؤسسًا مشاركًا لرابطة سبارتاكوس ثم للحزب الشيوعي الألماني.