أفاد رئيس بلدية سوسة، محمد اقبال خالد، اليوم الأربعاء، بأن التصرف المالي في كل مكوّنات برنامج التنمية الحضرية المندمجة لمدينة سوسة، المنجز في اطار شراكة بين الجمهورية التونسية والكنفدرالية السويسرية عن طريق كتابة الدولة السويسرية للتعاون الاقتصادي، يتم مباشرة من قبل الشريك السويسري عن طريق مجمع مكاتب دراسات عينته كتابة الدولة للتعاون الاقتصادي السويسرية اثر طلب عروض دولي.
واكد خالد، في تصريح لـ »وات »، ان برنامج التنمية الحضرية المندمجة لمدينة سوسة يشمل بالخصوص القيام بجملة من الدراسات الاستراتيجية في المجالات العمرانية والتنقلات الحضرية والتوازنات الطاقية والجغرفة الرقمية.
وأضاف ان صرف مستحقات مسدي الخدمات يتم مباشرة من قبل كتابة الدولة للتعاون الاقتصادي عن طريق مساند صاحب المشروع السويسري، ولم تتم إحالة أي اعتمادات او إيداع أي مبلغ مالي من الأموال المخصصة للبرنامج في خزينة بلدية سوسة، مشيرا الى ان الطرف السويسري يتولى القيام بعمليات تدقيق دورية في ما يخص كل المصاريف.
وذكر رئيس بلدية سوسة، في هذا السياق، ان كتابة الدولة السويسرية للتعاون الاقتصادي تولّت خلال شهري ماي وجوان 2021 اجراء عملية تقييم شاملة ومستقلة حول سير البرنامج افضت الى الحصول على انطباع إيجابي جدا في حوكمة بلدية سوسة لبرنامج التنمية الحضرية المندمجة، وهو ما يؤهلها للانتفاع بمرحلة ثانية لهذا البرنامج (تشمل كامل مدن منطقة سوسة الكبرى) الذي سينطلق في بداية جويلية 2022 ليتواصل على امتداد ثلاث سنوات.
يذكر ان برنامج التنمية الحضرية المندمجة لمدينة سوسة يضم بالخصوص صياغة رؤية استراتيجية لتنمية متناسقة ومستدامة لكامل منطقة سوسة الكبرى، ومراجعة مثال التهيئة العمرانية لمدينة سوسة، وصياغة المثال التوجيهي لتهيئة الفضاءات العمومية ومثال التنقلات الحضرية لمنطقة سوسة الكبرى، ودراسة المرور والجولان لمدينة سوسة، وجرد دقيق لشبكات التنوير العمومي، وصياغة برنامج لتأهيلها ووضع اليات رقمية للتحكم في الاستهلاك الطاقي وغيرها.
يشار الى ان احد مكاتب الدراسات المكلفة بالاشراف على انجاز البرنامج انتهت مؤخرا من إنجاز « اطلس مدينة سوسة » وهو اول اطلس لمدينة تونسية وذلك الى جانب صياغة مفهوم جديد لـ » مدينة الربع ساعة « .
وفي هذا الإطار، أوضح ممثلا مكتب الدراسات المشرفة على مراجعة مثال التهيئة العمرانية لمدينة سوسة المهندسان، ماهر الزاوي، وقيس الجنزري، في تصريح لـ »وات »، ان « اطلس مدينة سوسة » يعدّ اول دراسة في مجال التشخيص العمراني وهو أداة لمعرفة جيدة ودقيقة للمدينة عبر وضع خرائط موضوعية للمؤشرات العمرانية للمجال الترابي لبلدية سوسة الممتدة على مساحة 4500 هكتار.
وأوضحا ان اطلس مدينة سوسة تم إنجازه في اطار مرحلة التشخيص وتضمّن بالخصوص معطيات عمرانية وجغرافية حول المدينة التي تم تقسيمها الى 55 حيا، وحدّد، على سبيل المثال، عدد سكان المدينة، وعدد المنازل، وعدد المرافق، وعدد المساحات الخضراء، وخارطة الشبكات، مشيران الى ان هذا التمشي افاد في تقديم مؤشرات عمرانية خاصة بكل حي من احياء المدينة.
وأفاد المهندسان بأن الاطلس بيّن ان نصيب المساحات الخضراء لكل ساكن بمدينة سوسة لا يتجاوز المتري (2) مربع وهو بعيد كل البعد عن المواصفات العالمية المحددة بـ15 متر مربع لكل ساكن.
اما بخصوص مدينة « الربع ساعة »، فقد اتضح انها تصوّر جديد معتمد في عدد من المدن العالمية ويعمل على تقريب جميع المرافق والخدمات لمتساكني المدينة، وتوفير احتياجاتهم اليومية في مدة زمنية لا تتجاوز ربع ساعة تنقل، وفق ما أكده المهندسان ماهر الزاوي وقيس الجنزري، الذين أكدا ان بلدية سوسة تعمل في اطار استكمال مراجعة مثال التهيئة العمرانية لمدينة سوسة على تفعيل مدينة « الربع ساعة ».