أكدت رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر روضة العبيدي اليوم الاثنين 05-04-2021، أن جرائم استغلال الأطفال و النساء في تونس تشهد تناميا مفزعا في منسوبها و تطورا بشعا في أشكالها، موضحة أن جرائم استغلال الأطفال و النساء أصبحت « مستحدثة و مبتكرة » حيث ترتكز جلها على الفضاء السيبرني أين يقع التغرير بهذه الفئة لاستغلالها جنسيا و للاتجار بها حيث يقع استغلال هذا الفضاء لتنفيذ عدد من الجرائم و من أبرزها جرائم بيع الرضع التي ارتفعت بنسبة 65.5 بالمائة سنة 2020.
و لفتت العبيدي الى أن عدد من العصابات تقوم باستغلال شبكات التواصل الالكتروني لاستقطاب الفتيات الحوامل خارج اطار الزواج و من ثمة توفير جميع احتياجاتهن من احاطة صحية مالية و اقامة، طيلة فترة حملهن، مقابل تنازلهن عن مواليدهن ليقع بيعهم.
و أضافت العبيدي أنه في تونس هناك أكثر من 84 مكتب تشغيل، 24 منها فقط تشتغل بصفة قانونية و البقية تنشط بطريقة مريبة حيث تعمل على استقطاب النساء التونسيات للعمل بعدد من الدول العربية عبر عقود مزيفة ليقع فيما بعد استغلالهن في شبكات الدعارة و الاتجار بالأعضاء.
و اعتبرت العبيدي أن هناك أطراف معينة تحمي مكاتب التشغيل غير القانونية ، وسط غياب ارادة سياسية وتقصير واضح من قبل الفاعلين السياسيين في حماية الأطفال في تونس، مبينة أن الهيئة سجلت في تقريرها الأخير تناميا كبيرا في منسوب الاستغلال الجنسي للأطفال ليرتفع باكثر من 180 بالمائة سنة 2020، علما و أن عدد الحالات لم يتجاوز 26 فقط سنة 2019، وهو ما يؤكد أن هذا النوع من الجرائم مصدره الأساسي الأسرة، حيث يستغل عدد منهم فرصة مكوث الأطفال لمدة أطول في المنازل بسبب فترة الحجر الصحي والدراسة بنظام الأفواج، « أبشع استغلال »، وفق تعبيرها.
المصدر: وات