قال عضو هيئة المحامين المكلفين من قبل الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) أنورالباصي، » إن أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بزغوان تلقوا تعليمات شفاهية من وكيل الجمهورية بعدم قبول نيابات المحامين ما لم يحضر المشتكى بهم » وذلك على اثر شكاية تقدم بها صاحب إذاعة « القرآن الكريم » سعيد الجزيري ضد الهايكا.
واعتبر الباصي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء اليوم الإثنين، أن ما قام به وكيل الجمهورية هو خرق واضح لمقتضيات مجلة الإجراءات الجزائية ويهدف إلى إلغاء حق الدفاع قائلا ان هيئة الدفاع تنفذ حاليا اعتصاما بمقر الفرقة بزغوان وقد تم اعلام الهيئة الوطنية للمحامين بهذا الخرق التي ستوفد ممثلا عنها لمكان الاعتصام
وذكر عضو هيئة الدفاع ان حضوره اليوم رفقة المحامين ياتي على خلفية الشكاية التي تقدم بها نائب الشعب وصاحب الإذاعة المخالفة للقانون سعيد الجزيري واتهامه للهايكا « بالسرقة ومحاولة القتل »
.وكانت الهايكا أعلنت في بلاغ لها يوم السبت المنقضي أنه تمّ دعوة رئيس الهيئة ومراقبين اثنين عن وحدة الرصد التابعة لها للحضور، يوم الاثنين 26 أفريل 2021، لدى فرقة الأبحاث العدليّة بزغوان على اثر شكاية تقدم بها النائب سعيد الجزيري صاحب إذاعة « القرآن الكريم » غير القانونية ،بتهمة « السرقة ومحاولة الاغتيال » بعد ان تمت عمليّة حجز معدات البثّ التابعة للقناة، التي قامت بها الهيئة بالقوة العامة بتاريخ 17 مارس 2021
وأضاف انور الباصي أن الأعوان الذين اتهمهم الجزيري هم أعوان محلفون نفذوا قرار الهيئة بحجز معدات راجعة لمؤسسة او منشأة إذاعية غير حاصلة على إجازة، وهو أمر قانوني يحترم التراتيب، كما أن المعني بالأمر من حقه تقديم شكوى، وأن الإشكال يتعلق بتعليمات وكيل الجمهورية المخالفة للقانون
.
من جهته قال رئيس الهايكا النوري اللجمي في تصريح ل(وات)، « نحن قمنا بعملنا ونفذنا قرار المجلس بحجز المعدات وهذا ما يخوله لنا القانون حسب الفصل 31 من المرسوم 116 للاتصال السمعي البصري والذي ينص على أن القنوات التي تبث دون إجازة يتم معاقبتها عبر خطايا مالية وفي حال العود يمكن حجز المعدات ».
واعرب اللجمي عن استغرابه لسرعة التفاعل مع الشكاية التي تقدم بها الجزيري، حيث أخذها وكيل الجمهورية بعين الاعتبار في ظرف 24 ساعة ووجه الدعوة لأعضاء الهايكا والأعوان المكلفين بتنفيذ القرار، كمتهمين بالسرقة وبمحاولة الاغتيال.
واعتبر رئيس الهايكا ما يحصل « أمرا لا يصدق وممارسات خطيرة هدفها تعطيل عمل الهيئة ومحاولة تركيعها، « وهو ما من شأنه المس بالمسار الديمقراطي ككل ».
وذكر بأن الهايكا كانت تقدمت بالعديد من الشكايات ضد الجزيري وآخرها اثر تعمده كسر الأختام الموضوعة على مقر الإذاعة،وهو ما يعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون بالسجن مضيفا في هذا الصدد أن الشكاية قد تم إيداعها منذ أربعة أسابيع لدى وكيل الجمهورية الذي لم يحرك ساكنا بخصوص هذا الموضوع رغم خطورة ما قام به ، في حين أن التفاعل مع شكاية الجزيري ضد الهايكا لم يتجاوز ال24 ساعة.
وقال « نحن سننتظر هنا حتى تتغير الأمور ».
يشار الى أن إذاعة « القرآن الكريم » كانت تبث دون الحصول على إجازة من الهايكا وقد تم في مناسبات عديدة تسليط خطايا مالية ضدها على خلفية بثها لبرامج تضمنت عبارات ثلب وشتم ومس من كرامة الإنسان ومعطيات مغلوطة على المباشر باعتماد الخطاب الديني والدعوة للكراهية والتحريض على العنف بما يهدد السلامة الجسدية للأشخاص والأمن العام والسلم الاجتماعية.
وقام الجزيري (نائب غير منتم)، من خلال البث الإذاعي ، بالتجييش والتحريض ضد الهيئة وأعوانها كما دعا متابعيه إلى التوجه إلى مقر الهيئة والاعتصام أمامه إلى حين الحصول على رخصة البث معتبرا ذلك « جهادا في سبيل الإسلام والقرآن الكريم ».
وتظاهر عدد من أنصار الجزيري أمام مقر الهايكا يوم 7 ديسمبر 2020 بسبب رفضها منحه إجازة البث، وحاصروا مقرها كما اعتدوا لفظيا على العاملين فيها مرددين عبارات تكفيرية
وقامت الهيئة في 17 مارس المنقضي بإغلاق القناة الإذاعية وحجز المعدات.