البث الحي

الاخبار : اخبار ثقافية

عشاء الكلاب

« عشاء الكلاب » ليوسف مارس: مسرحية عن حياكة الدسائس والمؤامرات من أجل مآرب شخصية

لم تمرّ سنة على إخراج مسرحية « كلونات »، حتى أعد المخرج يوسف مارس عملا مسرحيا جديدا أطلق عليه عنوان « عشاء الكلاب » وتم تقديم عرضه الأول مساء السبت بفضاء التياترو بالعاصمة.
هذا العمل الجديد من أداء الثنائي منى شنوفي ونور الدين همامي، وتتمحور أحداثه حول كتاب يثير موجة من الجدل وزوبعة في الأوساط الثقافية والسياسية بفرنسا، يصل هذا الكتاب إلى الفتاة التونسية نورة التي تقرر العودة إلى تونس وتتقصّى الحقائق المدرجة في الكتاب حول جريمة وقعت في القصر الرئاسي راح ضحيتها الطباخان نجيب (والدها) وسعيد صديقه، فتصطدم بحقائق أفظع لم تكشف في الكتاب.
وأوّل ما يدفع المتلقي إلى التفكير والبحث قبل مشاهدة العمل هو عنوان المسرحية « عشاء الكلاب »، وهو عنوان مثير وملفت للانتباه في ظاهره، كما يخفي عديد الدلالات والمقاصد التي تبدأ في التكشّف شيئا فشيئا مع مرور الأحداث وليكون المقصود بالكلاب، هم صنّاع الأفعال السيّئة الذين يمثلهم بعض « السياسيين » و »الإعلاميين » و »خبراء الاقتصاد » وحتى بعض « الأمنيين » و »القضاة » ممن لا يتوانون عن التستّر على جرائم الديكتاتورية بل وإخراج الحاكم في أبهى صورة، والهدف من وراء ذلك الحفاظ على مصالحهم الشخصية.
وأما الوجبة الدسمة على طاولة العشاء، فلها أيضا دلالات عميقة ومختلفة، ومن هذه الدلالات التي تحملها الكلمة هي تراب الوطن الذي نهشته « الكلاب » التي كان يُفترض بها حمايته والذود عنه والوفاء له.
ويُحيل عنوان المسرحية أيضا على قراءات وتأويلات أخرى مفتوحة، كأن يكون « عشاء الكلاب » هو اجتماع على الطاولة لحياكة الدسائس والتآمر وافتعال الأزمات من أجل الوصول إلى السلطة بأي ثمن. لذلك ارتكز العنوان « عشاء الكلاب » على جملة من المفارقات العجيبة، فهذه « الكلاب » بدل ائتمانها على حراسة العامة أصبحت تتآمر عليها.
تنطلق أحداث المسرحية بما يكمن تسميته « انتفاضة » شخصية سعيد الطباخ على الكلاب، فيسمع صياحه عاليا وهو يطرد الكلاب عنه « شر… شر… شر… » وتنتهي الأحداث أيضا بطرد الكلاب. وما بين البداية والنهاية تُراوح الأحداث بين الزمن الحاضر و »الفلاش باك » بعد دخول نورة صلب الأحداث فكانت محرّكا لها. وأما الإيقاع فأخذ منحى تصاعديا انسجاما مع تطور الأحداث وصولا إلى الذروة لتنتهيَ بالكارثة أو التراجيديا، وهي البنية المسرحية المتّبعة في المسرح الإغريقي أو الكلاسيكي، والنهاية التراجيدية في « عشاء الكلاب » هي موت الطباخ سعيد بعد اطلاعه على فحوى الكتاب واكتشافه أنه كان مشاركا عن غير وعي في المؤامرات والدسائس.
ومن الخصائص الفنية المميزة للمسرحية أيضا، إلى جانب البنية المسرحية والإيقاع، فإن العمل راوح بين التراجيديا والسخرية السوداء، وهذه السخرية السوداء وظّفها المخرج في الربط بين الماضي والحاضر والانتقال من موقف إلى آخر وفي استدراج نورة لسعيد من أجل البوح بأسرار « عشاء الكلاب ». كما لعبت تقنية السخرية السوداء وظيفة إراحة المتفرج من عناء تتابع الأحداث التي تواصلت لما يناهز 80 دقيقة.
ومن خلال هذا العمل، لم يُفوّت المخرج يوسف مارس فرصة التعريج على عديد القضايا الراهنة المتعلقة بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية.
وتجدر الإشارة إلى أن مسرحية « عشاء الكلاب » سيتم تقديمها يوم 2 مارس ببنقردان، وهو موعد يتزامن مع ملحمة بنقردان 2016 التي دحرت فيها القوات العسكرية والأمنية عددا من الإرهابيين المنتمين لما يسمى بتنظيم « داعش » ونجحت في إفشال مخططهم في السيطرة على المدينة.

بقية الأخبار

برامج إذاعة المنستير

برامج إذاعة المنستير

برامج اليوم

برامج اليوم

بشائر الصباح

بشائر الصباح

Facebook

Facebook

Instagram

Instagram

Youtube

Youtube

Twitter

Twitter

شهادات حية

شهادات حية

الميثاق التحريري

الميثاق التحريري

مدونة السلوك

مدونة السلوك