يتعزّز المشهد الثقافي التونسي خلال العام الحالي والعام القادم (2024- 2025) بمشروع جديد مشترك تونسي-فرنسي بعنوان « مساري لدعم المسارات المهنية في القطاع الثقافي » وهو برنامج موجه إلى العاملين في الحقل الثقافي والفني.
وتم الكشف عن الخطوط العريضة لهذا المشروع، مساء الأربعاء، بمقر المعهد الفرنسي بتونس، بحضور ممثلين عن الشركاء الفرنسيين والمؤسسات التونسية الستة الشريكة وهي « البديل الثقافي » و »جمعية صفحات » و »منصة » و »الشارع فن » و »أصداء سينمائية » و »نقابة المكتبيين وموزعي وموردي الكتاب ». وينتظر أيضا تقديم مشروع « مساري » في ولاية سوسة اليوم الخميس، على أن يتم التعريف به لاحقا في ولايات بنزرت والكاف والقيروان وصفاقس وقابس بين 18 و23 مارس. وتدعم هذا المشروع وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، بالشراكة مع سفارة فرنسا بتونس والمعهد الفرنسي بتونس.
وتمّ رصد ميزانية مالية لهذا المشروع بقيمة 2 مليون يورو (نحو 7 ملايين دينار تونسي). ويجمع هذا المشروع 6 مؤسسات تونسية تنشط في المجال الثقافي، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ التكافؤ بين المشاريع الثقافية والمجال الجغرافي.
ويتضمن البرنامج سلسلة من الدورات التدريبية يناهز عددها 36 دورة تدريبية تتفرع إلى عديد المحاور الفنية عديدة كالرقص والفنون البصرية والمسرح والموسيقى والكتاب والسينما والتكنولوجيا الرقمية.
وأفاد مدير المعهد الفرنسي بتونس « فابريس روسو »، أن هذا المشروع المشترك يستهدف جمهورا عريضا بعدة لغات : الفرنسية والانقليزية والعربية، وكذلك الفاعلين الثقافيين التونسيين الذين يرغبون في تعزيز مهاراتهم في إطار المشاريع. وقال « روسو » إن اختيار الشركاء التونسيين الستة يعود « لجديتهم ومعرفتهم بالمجال وخبرتهم »، مضيفا أن مهمتهم الأولى تتمثل في عقد لقاءات بالفاعلين في المجال الثقافي في مختلف المناطق.
وتنخرط نقابة المكتبيين وموزعي وموردي الكتاب في هذا المشروع من أجل دعم بائعي الكتب عبر تنظيم دورات تدريبية لفائدة مختلف الفاعلين في حلقة الكتاب والنشر. وتشمل الدورات التكوينية مجالات كتابة والنشر والتصميم والتوزيع، بحسب ما أفاد رئيس نقابة المكتبيين الحبيب الزغبي، مؤكدا أن أدوات التسيير وطرق الاتصال في المكتبات وعرض الكتب التونسية في المعارض وصالونات الكتب في الخارج تعتبر من الأولويات لقطاع الكتاب ضمن مشروع « مساري ».
وقدم ممثل جمعية « الشارع فن » التي تنظم سنويا تظاهرة « دريم سيتي » توجهات هذه الجمعية الموجودة في مختلف مناطق الجمهورية. وستركز برنامج عملها على الوساطة الثقافية والتدريب في المهن السمعية والبصرية، وتكوين الفنانين من مختلف الأعمار من أجل تعزيز مهاراتهم الفنية.
وستقوم المؤسسات الشريكة للمشروع، كل في مجال اختصاصها، بمرافقة الفاعلين الثقافيين المحليين من خلال تنظيم دورات تدريبية تشمل ثلاثة محاور هي: المحور الفني (ورشات في الكتابة، ماستر كلاس في تحليل الأفلام…). أما المحور الثاني فهو تقني وسيوجه نحو تعزيز مهارات التقنيين في مجال السمعي البصري والكتاب (تقنيات الصوت والإنارة والطباعة وغيرها). ويتعلق المحور الثالث بالجانب الإداري ويتمثل في إدارة المشاريع الثقافية وحسن تسييرها مما سيوفر لأصحاب المشاريع الثقافية إمكانية مواصلة مشاريعهم من خلال اكتساب المهارات اللازمة من ناحية البحث عن طرق التمويل من الجهات المانحة.
وسيتم تقديم الدورات التدريبية مجانا لفائدة الأشخاص المقيمين في تونس حيث يمكنهم تقديم طلبات المشاركة عبر منصة « مساري » المتاحة باللغات الفرنسية والانقليزية والعربية عبر الرابط https://massari.co/
ووفق القائمين على المشروع، تعتبر اللامركزية ومبدأ التكافؤ من الأهداف الأساسية لهذا المشروع الذي يستهدف جميع الفاعلين الثقافيين في تونس. أما بالنسبة إلى الشركاء المحليين، فهم مدعوون إلى التواصل مع قادة المشاريع في الجهات من أجل اقتراح آليات التدريب الملائم لاحتياجاتهم.
