يتواصل بقاعة الريو بالعاصمة معرض « الحضور التونسي في بلجيكا : 50 سنة من تاريخ الهجرة » الذي ينتظم من 23 الى 27 مارس الجاري ببادرة من المندوبية العامة والوني -بروكسال بتونس، ومركز بروكسال للانشطة الثقافية، وجمعية الديمقراطيين التونسيين بدول « البنلوكس » (الاتحاد السياسي والثقافي والاقتصادي لدول بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) ، ومنتدى الجاحظ الفكري ،وذلك احتفالا بالذكرى الخمسين للاتفاقية الثنائية البلجيكية التونسية المبرمة في 07 اوت 1969 حول هجرة اليد العاملة الى بلجيكا.
ويسطر المعرض مسيرة ثلاثة اجيال تونسية بلجيكية من خلال سردية لتونسيين وتونسيات عاشوا الهجرة وتحدياتها ،وسعوا الى الاندماج بالمجتمع البلجيكي مع الابقاء على الروابط الانسانية والثقافية التي تشدهم لتونس.
ويمكن لزائر المعرض ان يقف على تجارب انسانية خالصة من خلال الاطلاع على تفاصيل الحياة اليومية لشخصيات حقيقية اختارت ان تشارك بذاكرتها العالم الخارجي في محاولة لتقريب وجهات نظرها في الحياة وفي كيفية اندماجها بالمجتمع البلجيكي باعتماد ارشيفها العائلي والشهادات المصورة.
والمعرض عبارة عن مساحة مفتوحة على الذاكرة والتاريخ لاجيال متعاقبة في بلد الهجرة ،حيث نجد الصور الشخصية التي ترسم خيالات الطفولة والصبا ،والوثائق الشخصية مثل جوازات السفر وبطاقات الهوية الخاصة بالاجانب وتصاريح العمل وبطاقات التسجيل القنصلية وغيرها ،الى جانب البطاقات البريدية والمراسلات والملصقات والمقالات الصحفية وبعض الاغراض التذكارية ..
ولعل اساس فكرة معرض « الحضور التونسي في بلجيكا :50 سنة من تاريخ الهجرة » تعميق الروابط الاجتماعية التونسية البلجيكية ،وابراز الثراء الانساني والثقافي الذي يجمعها على امتداد عقود خلت، وهو ايضا معرض متجول حيث تم تقديمه لاول مرة ببروكسال خلال شهر جانفي سنة 2020، وبمدينة « لياج  » البلجيكية خلال شهر اكتوبر 2021، قبل ان يحط الرحال في تونس. .
ويصاحب معرض « الحضور التونسي في بلجيكا » تنظيم يوم دراسي مفتوح حول « التبادل الثقافي والحضاري بالمجتمعات متعددة التوجهات ،والتحديات المطروحة عليها « ، الى جانب عرض الفيلم الوثائقي البلجيكي « في-نحن » الذي يستعرض عمليات ايواء المهاجرين وذلك بحضور مخرجه بيار شومبرود.