تعتبر ولاية نابل قطب إنتاج لثمرة البطاطا حيث تساهم بنسبة 42 بالمائة من الإنتاج الوطني بمعدل إنتاج يقدر ب 154 ألف طن على مساحة 6500 هكتارا، وفق المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية.
وقد انطلقت عملية تقليع البطاطا آخر فصلية، التي تمثّل 28 بالمائة من الإنتاج الجهوي للبطاطا، منذ أسبوعين وبلغت نسبة المساحة المقلعة 90 هكتارا من مجموع 1700 هكتارا
وتزامن انطلاق موسم الجني الحالي مع تشكّيات عدد من الفلاحين المنتجين للبطاطا من غلاء أسعار البذور وارتفاع أسعار المدخلات خاصة الادوية ومادة « الامونيتر » مما يتسبب في ارتفاع تكلفة الإنتاج ويطرح عديد الإشكاليات ويدفع لعدم إقبال الفلاحين على زراعة البطاطا.
واعتبر سيف الدين بن سعيد فلاح في منطقة « بني عيشون » من معتمدية قربة سعر بذور البطاطا مرتفع جدا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الفلاحية والأسمدة وهو ما نتج عنه ارتفاع تكلفة الإنتاج بما لا يضمن المردودية المجزية للفلاّح.
وفي سياق متّصل ندّد محمد علي اليازيدي فلاح في معتمدية الميدة بالارتفاع المشط لكلفة إنتاج البطاطا خلال السنوات الأخيرة حيث تجاوزت تكلفة إنتاج الطن الواحد من البطاط 7 آلاف دينارا مقابل تراجع أسعار البيع وهو ما كلّف الفلاحين خسائر مادية، مطالبا بالتدخّل لإيجاد حلول للإشكاليات التي يعاني منها القطاع وإنقاذ الفلاحين وخاصة الصغار منهم الذين يعانون صعوبات مادية كبيرة، مشيرا إلى عزوف عدد هام من الفلاحين عن هذه الزراعة نظرا لغلاء تكلفتها.
ومن جهته، أشار كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي البطاطا محمد بلحاج رحومة في تصريح لصحفية (وات)، إلى النقص الحاصل في الموارد المائية وغلاء المدخلات وعدم توفّر سماد الأمونيتر في بعض المناطق ممّا انجرّ عنه ارتفاع كلفة الإنتاج وتعفن بعض الكميات المخزنة على الطريقة التقليدية نظرا للارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة وعدم توفر المبيدات الخاصة بالخزن.
وتحدّث عن بروز إشكاليات جديدة مرتبطة بحملات المراقبة والتصدي للاحتكار والمضاربة وما نتج عنه من حجز كميات من بذور البطاطا التي يخزنها الفلاح باستغلال مستودعات مهيأة بمكيفات هواء منزلية بعد استحالة اعتماد الطرق التقليدية المرتكزة على الخزن تحت الأشجار نظرا لارتفاع درجات الحرارة.
وقال إن معدل الإنتاج الوطني للبطاطا خلال شهري جوان وجويلية يقدر ب260 ألف طن وان أصحاب مخازن التبريد عبّروا عن رفضهم لتخزين البطاطا، داعيا إلى ضرورة توضيح هذه المسألة وبعث رسائل طمأنة للفلاحين للإقبال على الزراعة نظرا لعدم قدرة الدولة على قبول فائض الإنتاج من البطاطا الفصلية.
وتشير المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنابل إلى انه تم خلال الموسم 2021-2022 برمجة 2080 هكتارا للزراعة الآخر فصلية إلا أنه تقرّر إلغاء زراعة حوالي 300 هكتار داخل المناطق السقوية العمومية والاقتصار على زراعة 1700 هكتار نظرا للنقص الكبير الحاصل في الموارد المائية الذي تشهده السدود في الجهة بسبب نقص كميات الامطار المسجلة خلال الموسم الفلاحي الحالي.
ومن المنتظر ان تفوق صابة البطاطا آخر فصلية في الجهة 30 ألف طن لاسيما وأن حصيلة موسم 2020-2021 من البطاطا قدرت ب139 ألف طن منها 91 ألف طن من البطاطا الفصلية و28 ألف طن من البطاطا آخر فصلية.