أدى وفد من المدرسة متعددة التقنيات (بوليتكنيك) بواقادوقو ببوركينا فاسو زيارة عمل بثلاثة أيام إلى المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير، في إطار الاتفاقية الإطارية الموقعة في نهاية سنة 2022 بين جامعة المنستير والمدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير والمدرسة متعددة التقنيات بواقادوقو.
وشملت زيارة الوفد البوركيني 3 مؤسسات مختصة في النسيج والإكساء وهي « سيتاكس » في موقعيها بسوسة وفي قصر هلال، ومجمع « دمكو » بالمكنين، ومخابر التحاليل الشاملة بالقطب التكنولوجي أين عاين مختلف مراحل الخيط والنسيج وصناعة الملابس وصباغتها باعتبار أنّ الاتفاقية الإطارية تستهدف دعم الطرف البوركيني في مجال التكوين في هندسة النسيج، وفق ما أفاد به (وات) يوم الاربعاء، مدير قسم هندسة النسيج بالمدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير عماد الفقيه.
وقد انطلق التعاون منذ السنة الجامعية الفارطة، بدعم الدروس وتأمين دروس تطبيقية بالمدرسة متعددة التقنيات بواقادوقو عبر ثلة من الأساتذة التونسيين، حسب عماد الفقيه، الذي أكد أن الطرفين يعملان حاليا على تطوير هذا التعاون لتستقبل مدرسة المهندسين بالمنستير خريجي أول دفعة من مهندسي النسيج من مدرسة واقادوقو خلال السنة الدراسية 2022-2023 للقيام بأشغال تطبيقية في الوحدات الصناعية بالجهة.
وتعد المدرسة متعددة التقنيات بواقادوقو المحدثة سنة 2017 أوّل مؤسسة عمومية لتكوين المهندسين في هندسة النسيج ببوركينافاسو، حسب ما أفاد به المدير العام لمدرسة واقادوقو عيسى تابسوبا في تصريح ل(وات)، مؤكدا أنّ اختيار التعامل مع المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير لطلب المرافقة يستند الى سياسة الحكومة البوركينية التي تتضمن مرافقة التصنيع وتكوين المهندسين، لأنّ بوركينا فاسو « منتج كبير للقطن وتنتج سنويا 250 ألف طن إلاّ أنّه للأسف يباع كمادة خام ويقع تحويل 5 بالمائة فقط من الانتاج إلى خيوط »، وفق قوله.
وأعرب عيسى تابسوبا عن الارتياح لما حظي به الوفد البوركيني من مرافقة، ولحسن أداء الفريق التونسي، مذكرا بانه منذ توقيع الاتفاقية مع جامعة المنستير تحوّل خلال السنة الفارطة 4 أساتذة من المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير إلى واقادوقو وأمنوا جملة من الدروس.
وأكد العمل خلال السنة الجارية على استقطاب على الأقل 7 أساتذة تونسيين لمواصلة التكوين بواقادوقو، إلا أن الأساتذة يرغبون، حسب تأكيده، في أن يتنقل الطلبة إلى تونس للقيام بأشغال تطبيقية وتربصات وتأطيرهم لانجاز بحوث ختم الدروس في مؤسسات صناعية تونسية.
وأوضح أنّهم عاينوا خلال ثلاثة أيام العلاقة الجيّدة التي نسجتها مدرسة المهندسين بالمنستير مع محيطها والنسيج الصناعي مما مكنهم من الاطلاع على « المكامن الواعدة للتطوير الاقتصادي والاجتماعي في البلدين »، معربا عن الأمل في أن « تساعد هذه الإتفاقية بوركينا فاسو على تحقيق التنمية ودعم التعاون جنوب جنوب ».
وصرّح مدير المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير منذر الزيدي ل(وات) أنّ سياسة المدرسة هي التفتح على محيطها الاقتصادي والصناعي والمؤسسات الجامعية بشمال المتوسط وبدول جنوب الصحراء بأفريقيا، وأن عديد الطلبة من بوركينا فاسو وليبيا والكاميرون والعراق مسجلون في التكوين الهندسي أو في المرحلة الثالثة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير التي تحصلت على شهادة الإعتماد 2020-2026، مؤكدا السعي الى دعم التبادل مع الدول الأفريقية.
وقال نطمج إلى أن يشمل التعاون مع بوركينا فاسو لاحقا اختصاصات الميكانيك وهندسة الطاقة والكهرباء، مؤكدا الاستعداد لمساعدة مؤسسات جامعية أخرى للاستفادة من تجربة المدرسة باعتبارها الوحيدة في تونس المختصة في التكوين في هندسة النسيج ولديها كلّ الإمكانيات لتكوين مهندسين في هندسة النسيج، جاهزين للعمل مباشرة بعد التخرج.