نيابة عن وزير الشؤون الاجتماعية السّيد مالك الزاهي ألقى مستشار الوزير السّيد ياسين عزازة، صباح اليوم الثلاثاء 23 ماي 2023، كلمة تونس في أشغال الجلسة العامة لمؤتمر العمل العربي المخصّصـة لمناقشة تقرير المدير العام وذلك في إطار مشاركة تونس ضمن وفد ثلاثي تترأسه وزارة الشؤون الاجتماعية في فعاليات الدورة 49 لمؤتمر العمل العربي بالقاهرة بجمهورية مصر العربية خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 29 ماي 2023 والتي انطلقت تحت إشراف الأمين العام لوزارة الوظيفة العمومية والعمل بالجمهورية الإسلامية الموريتانية السّيد محمد عبد الله السالم أحمدو، باعتبار ترأس الجمهورية الإسلامية الموريتانية لهذه الدورة.
وفي الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزير الشؤون الاجتماعية السّيد مالك الزاهي، توجّه مستشار الوزير باسم الوفد التونسي بأطرافه الثلاثة بخالص عبارات الشكر والامتنان إلى رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة السّيد عبد الفتاح السيسي لرعايته هذا المؤتمر وإلى منظمة العمل العربية على حسن تنظيم هذه الدورة، مهنئا السّيد فايز علي المطيري بمناسبة تكريمه من طرف دولة فلسطين والإشادة بجهوده للرقي بمنظمة العمل العربية طيلة فترة رئاسته لها.
وأعرب مستشار الوزير عن سعادة تونس بعودة الشقيقة سوريا قلب العروبة الى مكانها الأصلي والطبيعي داخل بيتها العربي جامعة الدول العربية ومشاركتها أشغال هذا المؤتمر، مذكّرا بما يعانيه أشقاؤنا في فلسطين من ظلم واضطهاد على أراضيهم المحتلة ومن ممارسات انتهاك لكرامتهم تصل إلى حدّ الاغتيالات والتصفية الجسدية التي انتهجها الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة، محيّيا فيهـم روح النضال والدفاع عن الكرامة والوطن ومواصلة المقاومة والصمود، داعيا إلى مساندة أشقائنا الفلسطينيين والدعوة إلى نصرتهم في كل المناسبات والمحافل الدولية ومساندة حقهم في العيش الكريم على أراضيهم، « دامت فلسطين حرة أبية مستقلة والمجد للفلسطينيين ولكل المستضعفين على أراضيهم في كل أرجاء العالم ».
وبيّن مستشار الوزير أن اختيار المدير العام للمنظمة موضوع « الحوار الاجتماعي بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل » لتقريره يعكس بصفة جلية انشغال المنظمة الدائم بالعلاقات المهنية ودورها في ضمان السلم الاجتماعية واستقرار الشعوب وإبراز التحديات الحاضرة والمستقبلية التي تواجهها الدول العربية، مبيّنا أن تونس عملت على اعتماد هذا الخيار وإقراره على أرض الواقع بتركيزها للمجلس الوطني للحوار الاجتماعي الذي يجمع كلّ من الحكومة وأصحاب العمل والعمّال في إطار رئاسة دوريّة التناوب للمجلس وذلك بهدف إتاحة المشاورات بين الأطراف الثلاث بشأن مجمل القضايا المتعلقة بالقوى العاملة والسياسة التنموية للدّولة.
وأكد السّيد ياسين عزازة أن التحدّيات المطروحة اليوم تتمحور حول مدى قدرة الاقتصاد والمجتمع العربي على الصمود إزاء الأزمات المتتالية قصد استعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي عبر تطوير منظومة الحماية الاجتماعية وخلق مواطن عمل لائقة ومستدامة وتركيز منظومة تدريب وتعليم قادرة على مواكبة التحوّلات المتسارعة خاصة الرقمية منها والتي أدّت إلى بروز أنماط عمل جديدة، وهو ما يستوجب توحيد الجهود والرّؤى والأهداف في إطار عقد اجتماعي شامل بأخذ بعين الاعتبار الإنسان كمحور أساسي للعملية التنموية المستدامة في إطار بيئة عمل لائقة وآمنة.
وجدّد السيد ياسين عزازة دعوة تونس إلى العمل على وضع إطار قانوني عربي مشترك يقنّن الأنماط الجديدة للعمل ويحدّ من تداعياتـــها السلبيــــة حفاظا على التوازن الاقتصادي والاجتماعي وتماسك المجتمعات العربية، منوها بالخطوة الهامة التي اتخذتها منظمة العمل العربية وتلبيتها دعوة تونس لإصدار أداة معيارية جديدة تتمثل في توصية واتفاقية حول الأنماط الجديدة للعمل.
وبيّن مستشار الوزير أن بند « مستقبل الضمان الاجتماعي في المنطقة العربية » الذي تضمّنه جدول أعمال هذه الدورة يندرج في إطار حرص المنظمة على تطوير أنظمة الضمان الاجتماعي في الوطن العربي خاصة في ظل التباينات بين مختلف الدول العربية، مبرزا أن قطاع الضمان الاجتماعي يحتل مكانة متميزة ضمن أولويات التنمية في تونس كرافد أساسي ومحوري لتكريس قيم التضامن بين مختلف شرائــح المجتمع باعتباره من المكونات الأساسية لحقوق الانسان وعنصرا هاما في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتوفير الحماية اللازمة ضدّ مخاطر الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أن أشغال الدورة 49 لمؤتمر العمل العربي تتضمن أهمّ المواضيع التاليـة: سياسات التعليم والتدريب التقني والمهني في ظلّ التحوّل الرقمي، مستقبل الضمان الاجتماعي في المنطقة العربية، تطبيق اتفاقيات وتوصيات العمل العربية، مناقشة بشأن إصدار أداة معيارية حول « الأنماط الجديدة للعمــل » وتشكيــل الهيئات الدستورية والنظامية لمنظمــة العمــل العربية للفترة 2023 – 2025 (مجلس الإدارة، هيئة الرقابة المالية والإدارية، لجنة الحريات النقابية، لجنة شؤون عمل المرأة العربية).
