البث الحي

الاخبار : اجتماعية

Capture2

زغوان : الحياة المدرسية للأطفال ذوي الإعاقة حلم مازال صعب المنال رغم المحاولات

بعيون حزينة وملامح شاردة، تقف الطفلة شروق العياري البالغة من العمر 12 ربيعا أمام منزلها بمنطقة التلة التابعة لبلدية بئرمشارقة، تنظر إلى عدد من التلاميذ من جيرانها وهم يرتدون ملابس جديدة ويحملون أدواتهم المدرسية للالتحاق  بمقاعد الدراسة.

قبل 3 سنوات التحقت شروق كغيرها من التلاميذ بإحدى المدارس الابتدائية بمعتمدية بئرمشارقة كما أخبرتنا والدتها، لكن لم تكن هذه السنوات الدراسية بالعادية باعتبار أن التلميذة شروق تعاني من إعاقة ذهنية منذ الصغر وهو ما أثر على مستوى إدراكها وتقبلها للمعلومة داخل الفضاء التربوي وأدى إلى تعكر حالتها النفسية .

وضعية تسببت في تردي نتائجها المدرسية ورسوبها إضافة إلى عدم فهم المربين لحالتها الصحية، ما دفع بوالدتها إلى إدماجها بإحدى المراكز المختصة لذوي الإعاقة بعد فشل تجربة الدمج بالوسط المدرسي.

ليس بعيدا عن منطقة التلة بجبل الوسط، التقينا بالتلميذ آدم بن بشير البالغ من العمر 16 سنة والقاطن بمدينة بئرمشارقة الذي حدثنا عن تجربة دمجه بالمدرسة الابتدائية بمدينة بئرمشارقة رغم أنه يعاني من إعاقة عضوية تسببت له في صعوبات على مستوى المشي .

بنبرة صوت ضعيفة وبعينين خجولتين ، قال لنا آدم  أن عددا من المعلمين الذين أشرفوا على تدريسه في السنوات الأولى بالمدرسة الابتدائية ببئرمشارقة لم يفهموا طبيعة مرضه. ولكن عندما تحدثت إليهم والدته تفهموا نوع الإعاقة التي يحملها وأصبحوا يساعدونه في المشي للالتحاق بقاعات الدرس كما كانوا يخصصون له وقتا إضافيا لمساعدته على فهم الدرس .

لكن آدم بن بشير انقطع عن الدراسة في السنة الرابعة أساسي بسبب تطور حالته الصحية وبسبب سخرية رفاقه داخل الفضاء التربوي وعدم تفهمهم لحالته الصحية وفق قوله .

هذه فقط بعض القصص لأطفال يعانون من إعاقات مختلفة ورغم محاولاتهم ومحاولات أهاليهم دمجهم في المدرسة العمومية، إلا أن تجربتهم لم تكلل بالنجاح.

حاولنا في هذا التقرير أن نرسم صورة عن واقع ذوي الإعاقة ممن هم في سن التمدرس في ولاية زغوان، ولكن هذه الرحلة التي امتدت على أسابيع لم تكلل بالوصول إلى البيانات التي حاولنا الحصول عليها.

المصادر الرسمية لم تمكننا من بيانات تخص الأطفال ذوي الإعاقة في زغوان ولا مدى إدماجهم، ولكن تمكنا من تحديد أنواع الإعاقات في الولاية بشكل عام وأيضا عدد الأطفال من ذوي الإعاقة الذين تم دمجهم في بعض المدارس.

ولاية زغوان تشهد ضعفا في إدماج التلاميذ ذوي الإعاقة

تعُد ولاية زغوان مثل ولايات البلاد التونسية الأخرى عددا هاما من المواطنين الذين يحملون  إعاقات مختلفة، وبحسب البيانات التي تحصلنا عليها، فإن عددهم الجملي هو  4908 حامل إعاقة يتوزعون على 6 معتمديات وتتوزع هذه الإعاقات حسب نوعها إلى  2290 إعاقة عضوية و 1501 إعاقة ذهنية.  وتحتل معتمدية الفحص المرتبة الأولى من حيث عدد الإعاقات بـ  1359 إعاقة تليها معتمدية زغوان بـ 1042 إعاقة حسب إحصائيات الإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية لسنة 2022-2023

https://datawrapper.dwcdn.net/hI7Uz/2/

وحسب التقرير الوطني حول وضع الطفولة الصادر عن وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، يبلغ عدد التلاميذ من ذوي الإعاقة بالمرحلـة الأولى مـن التعليـم الأساسـي 4439 تلميذا موزعين على 1564 مدرسة ويمثل الذكور 2921 تلميذا  أي حوالي الثلثين في حين يصل عدد الإناث إلى 1518 تلميذة .

https://datawrapper.dwcdn.net/vmlhs/1/

ينص الفصل الرابع والأربعون من دستور 2022 أن « التعليم إلزامي إلى سن السّادسة عشرة. « 

وتضمن الدولة الحق في التعليم العمومي المجاني بكامل مراحله،  وتسعى إلى توفير الإمكانيات الضروريّة لتحقيق جودة التربية والتعليم والتكوين . كما تعمل على تأصيل الناشئة في هويتها العربية الإسلامية وانتمائها الوطني وعلى ترسيخ اللغة العربية ودعمها وتعميم استخدامــها والانفتاح على اللغات الأجنبية والحضارات الإنسانية ونشر ثقافة حقوق الإنسان.

كما جاء في الفصل الرابع والخمسين  » تحمي الدولة الأشخاص ذوي الإعاقة من كل تمييز وتتخذ كل التدابير التي تضمن لهم الاندماج الكامل في المجتمع. « 

وفي السنوات الماضية وتحديدا سنة 2019 أقرت وزارة التربية في إطار ضمان تكافؤ الفرص بين كل الفئات وتنفيذا للبرنامج الوطني للدمج المدرسي للأطفال ذوي الإعاقة جملة من الإجراءات والتدابير الضامنة لإيفاء الدولة بالتزاماتها تجاه هذه الفئة من التلاميذ.

وتهم هذه الإجراءات الخصوصية دمج التلاميذ ذوي الإعاقات التالية : إعاقة عضوية تتيسر معها قابلية الدمج،  إعاقة سمعية خفيفة أو متوسطة مع وجوب استعمال السماعات ، إعاقة ذهنية من الصنف الخفيف،  إعاقة بصرية مع وجوب استعمال آلة تعديل البصر وتشمل الإجراءات أيضا أطفال القمر والأطفال من ذوي طيف التوحد وذلك بالتنسيق مع الهياكل المركزية لتأمين شروط دمجهم.

 

رابط التقرير : http://www.femmes.gov.tn/wp-content/uploads/2022/05/%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-2020.2021-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A.pdf

رغم الإجراءات التي أقرتها الوزارات المعنية من أجل دمج مدرسي واجتماعي أفضل للأطفال ذوي الإعاقة ورغم ارتفاع مجموع الإعاقات المسجلة بمختلف معتمديات ولاية زغوان، إلا أن عمليات دمج الأطفال ذوي الإعاقة في الوسط المدرسي مازالت دون المطلوب حسب أرقام صادرة عن المندوبية الجهوية للتربية بزغوان،  فإن سنة 2020-2021  شهدت إدماج 7 تلاميذ فقط في الوسط المدرسي يحملون إعاقات متنوعة و يتوزعون على المدارس الابتدائية: بني مار بمنطقة الجوف التابعة لمعتمدية الزريبة حيث تم دمج تلميذين يحملان إعاقة ذهنية،  المدرسة الابتدائية 2 مارس بالفحص أين تم دمج تلميذ من طيف التوحد،كما تم دمج 3 تلاميذ يحملون إعاقة ذهنية بكل من المدرسة الابتدائية خنيقة مقرة التابعة لمعتمدية بئرمشارقة، المدرسة الابتدائية الشواشية بزغوان، المدرسة الابتدائية حي العرائس بزغوان  والمدرسة الابتدائية بوعشير بالزريبة أين تم استقبال تلميذ ذو إعاقة عضوية.

وسجل هذا العدد الضئيل نقصا خلال السنة التي تلتها أي سنة 2021-2022 حيث تم دمج 4 تلاميذ في الوسط المدرسي بمعدل تلميذ واحد بكل من المدرسة الابتدائية بني مار بالزريبة يحمل إعاقة ذهنية وتلميذ بالمدرسة الابتدائية وادي الرمل بزغوان وتلميذ بمدرسة حي العرائس بزغوان يحمل إعاقة ذهنية وتلميذ بالمدرسة الابتدائية بالعمايم حامل لإعاقة عضوية.

أما السنة الدراسية 2022-2023، فقد تم توزيع التلاميذ المدمجن من ذوي الإعاقة والبالغ عددهم 5 (وهم حاملون لإعاقات ذهنية، بكل من المدرسة الابتدائية المقرن، المدرسة الابتدائية حي العرائس، المدرسة الابتدائية بالراويقية، المدرسة الابتدائية أم الأبواب والمدرسة الابتدائية كدوة الشعير بالفحص.

Capture3

وحول هذه الفئة المغيبة  في الوسط المدرسي،  سعت الجهات المعنية بولاية زغوان إلى تسليط الضوء عليها وعلى المشاكل التي تعيشها،  حيث نظمت الجمعية الحقوقية للتنمية الاجتماعية بمدينة زغوان يوما دراسيا تم خلاله النظر في الإجراءات الممكنة لتحسين عملية الإدماج للتلاميذ ذوي الإعاقة بالوسط المدرسي وضمان استمرارية مواصلتهم للدراسة بعد الإدماج.

 

وصرح لنا المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية بزغوان جمال القرمازي أن وزارة الشؤون الاجتماعية حملت على عاتقها هذه الفئة من الأطفال وسعت إلى إدماجهم في المجتمع وفي المدارس وذلك في إطار مبدأ تكافئ الفرص في تلقي التعليم ، على حد قوله .

399895176_255731340456091_8725531813332341610_n

وأضاف المتحدث أن المشكل لا يكمن في إدماجهم وإنما في ضمان استمراريتهم  في الحياة المدرسية،  فمن بين الصعوبات التي يتعرض لها الطفل التلميذ من ذوي الإعاقة هو عدم قدرته على مواصلة الدراسة رغم انتفاعه ببرنامج الإدماج في الوسط المدرسي.

 ضعف عدد المكونين المختصين وتردي البنية التحتية تحول دون نجاح إدماج الأطفال ذوي الإعاقة

من وجهة نظر الأخصائي النفساني بالمندوبية الجهوية للتربية بزغوان زياد لسود فإن حالات الأطفال من ذوي الإعاقة في تزايد خاصة حالات التوحد والإعاقات بأنواعها،  إذ أبرز في حديثه لنا أن المشكل يكمن في ضعف الانتدابات في مجال التربية المختصة وفي عدد الأخصائيين النفسانيين .

كما أكد أن فشل عملية الإدماج تعود إلى ضعف التكوين لدى المربين في كيفية التعامل مع التلاميذ ذوي الإعاقة مشيرا إلى ضرورة توفير ميزانية مادية خاصة وتحسين البنية التحتية بالمدارس الابتدائية وتنظيم حصص توعوية للأولياء والمربين.

 

بقية الأخبار

برامج إذاعة المنستير

برامج إذاعة المنستير

برامج اليوم

برامج اليوم

بشائر الصباح

بشائر الصباح

Facebook

Facebook

Instagram

Instagram

Youtube

Youtube

Twitter

Twitter

شهادات حية

شهادات حية

الميثاق التحريري

الميثاق التحريري

مدونة السلوك

مدونة السلوك