يتواصل بدار الكتب الوطنية معرض « فلسطين في أرصدة دار الكتب الوطنية » إلى يوم 6 جانفي 2024، وهو معرض لعيّناتٍ من كنوزِ أرصِدَة دار الكتب الوطنية تُبرز عراقة فلسطين وأصالتها، وطَنًا وشعبًا وتاريخًا وثقافة.
هذا المعرض الذي افتتح يوم 10 ديسمبر الحالي، تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يحوز على مجموعة من الوثائق التي تُعرض لأول مرة: مخطوطان للإدريسي وابن الجوزي؛ وطبعات حجَرية لكتب الرحالة الأوروبيين منذ أواخر القرن السادس عشر، والجرائد الصادرة في فلسطين وتونس، منذ النصف الأول من القرن العشرين، إلى جانب الكتب الصادرة خارج تونس وداخلها، وهي تُبيّن كلها، مدى متانة العلاقة بين فلسطين وتونس بفضل العلاقات المتميزة منذ ثلاثينات القرن الماضي بين الشيخ عبد العزيز الثعالبي والشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين.
وحاول المنظمون في تخطيط هذا المعرض إبراز التقابل شبه المطلق بين المصادر الأوروبية والمصادر العربية، وهو تقابل يبلغ درجة التناقض. فمن ناحية عرض كتب تعود إلى عصر النهضة والأنوار، ألّفها رحّالة أوروبيون زاروا المشرق وفلسطين بأمر من حُكَّامِهم، في إطار محاولات اكتشاف الشرق، وهي مرحلة آلت مثلا إلى الحملة الفرنسية على مصر، كسابقة رسمت أهداف حركة التوسع الاستعماري والتي من تبعاتها احتدام الصراعات حتى الحربين « العالميتين » ثم إقرار السلام و »الإعلان العالمي لحقوق الإنسان »، الذي تزامن مع الإعلان الرسمي لاحتلال فلسطين، سنة 1948 ، وهي مفارقة-معضلة يعيش ويلاتها الفلسطينيون إلى اليوم، ففي غزّة اليوم والضفة الغربية، غاب الإعلان.
وفي المقابل تمّ أيضا عرض ردود فعل العرب والمسلمين في الصحافة والكتب المتنوعة دفاعا عن فلسطين وحقوق شعبها المسلوبة، حتى 1948، عام النكبة. كما عرضنا عينات من الدراسات والنشريات السياسية التي تناولت الواقع الفلسطيني بعد الاحتلال ومختلف أوجه المقاومة سياسيا وثقافيا واجتماعيا، محافظين على المحور المركزي في اختيار الوثائق، وهو العلاقات التونسية-الفلسطينية.