تم مؤخرا الاعلان رسميا عن اكتمال ملعب المدينة التعليمية بالدوحة وهو ثالث الملاعب الجاهزة لاستضافة بطولة كأس العالم قطر2022 بعد ملعب خليفة الدولي الذي أعلن عن جاهزيته في 2017 بعد تجديده، وملعب الجنوب الذي اكتمل العام الماضي.
وافادت اللجنة العليا للارث والمشاريع ان المنظمة الخليجية للبحث والتطوير « جورد » منحت ملعب المدينة التعلمية ثلاث شهادات بفضل ما يمتاز به من خصائص مستدامة، ليصبح أحد أكثر ملاعب بطولة قطر 2022 استدامة. وقد منحت المنظمة الملعب شهادة المنظومة العالمية لتقييم الملاعب « جي ساس » فئة الخمس نجوم عن التصميم والبناء، وشهادة « جي ساس » من الفئة (أ) عن إدارة الإنشاء، وشهادة « جي ساس » لمعدل كفاءة الطاقة الموسمية.
ويُعد ملعب المدينة التعليمية أول ملاعب مونديال قطر 2022 الذي يُمنح شهادة المنظومة العالمية لتقييم الملاعب « جي ساس » من فئة الخمس نجوم من المنظمة الخليجية للبحث والتطوير « جورد ».
ويمتاز ملعب المدينة التعليمية بتصميم مبتكر يستفيد من الأجواء المناخية المحيطة في الحفاظ على البرودة الداخلية للمكان، ما يقلل الحاجة إلى طاقة التبريد والتدفئة صاحبة النصيب الأكبر من الاستهلاك. ويتجلّى ذلك المفهوم المميز من خلال عدد من التقنيات أبرزها تصميم واجهة الملعب التي توفّر الظل والعزل الحراري للمناطق الداخلية لحمايتها من الظروف المناخية الخارجية. علاوة على ذلك، شُيّد الاستاد على مستوى منخفض عن سطح الأرض، ما يعزز العزل الحراري للمشروع والتحكم في درجات حرارته. وتسهم تلك العوامل مجتمعة في تقليص استهلاك الطاقة في أغراض التبريد.
ويتسع الملعب ل 40 ألف مشجّع وقد تم تركيز كراس باللونين الاخضر والابيض وسيتم التخفيض في سعته إلى 20 ألف بعد انتهاء البطولة حيث سيجري تفكيك الطبقة العلوية من المقاعد ليلائم الملعب احتياجات المجتمع المحلي والتبرّع بهذه المقاعد لدول تفتقر إلى البنى التحتية الرياضية لتعظيم إرث البطولة وتوسيع أثرها.
ويسهُل الوصول إلى الملعب عبر عدد من وسائل النقل العام وأبرزها الخط الأخضر لمترو الدوحة من خلال محطة المدينة التعليمية التي لا تبعد سوى نحو 500 متراً عن الملعب بما يوفر لآلاف المشجعين الانتقال السلس إلى الملعب ومغادرته خلال بطولة كأس العالم قطر 2022
كما يقع الملعب بالقرب من « ترام » المدينة التعليمية، والمواقف متعددة الطوابق للمركبات، ونقاط نزول ركاب سيارات الأجرة.
ويوفر ملعب المدينة التعليمية نحو 55% من استهلاك المياه مقارنة بالملاعب التقليدية، وذلك بفضل تجهيزات المياه منخفضة التدفق. أما المناطق الخضراء المحيطة بالملعب فتضم نباتات وأشجار محلية تستهلك القليل من المياه، وكذلك العشب المستخدم في أرضية الملعب إضافة إلى نظام ري على درجة عالية من الكفاءة تُستخدم فيه تقنيات التنقيط المباشر، ورشاشات تعمل بضغط المياه، ووحدة آلية للتحكم في الري. ولتقليل المياه المهدرة؛ مُهدّت التربة بالحصى والمواد العضوية دون التأثير على النباتات المحيطة.
ويمتاز الملعب ايضا بنسبة منخفضة للغاية من المواد العضوية المتطايرة في تركيبة مواد البناء، ما يحد من الملوثات في الهواء. وقد زُودت المساحات الداخلية بتقنيات تضمن كفاءة نظام التهوية وجودة الهواء، كما أن ضوء الشمس يصل إلى المناطق الداخلية طوال النهار، ما يحسن بيئتها ويسهم في ترشيد استخدامات الطاقة.
كما اتُخذت إجراءات عدة لترشيد استهلاك الطاقة في الملعب من بينها أنظمة الإنارة باستخدام تقنية « ال اي دي » يجري التحكم فيها آليا، وكذلك نظم التهوية المتحكم فيها حسب الطلب، والنوافذ الزجاجية الإلكترونية، والمواد العازلة عالية المقاومة، علاوة على نظام تبريد المناطق الذي يمتاز بكفاءة عالية.
كما يمتاز الملعب بنظام متقدم لإدارة النفايات يدعم عمليات الفرز وإعادة التدوير علاوة على أنظمة التحكم الآلي وتعقّب التسريب وأنظمة القياس المتعددة.
