حلّت تظاهرة « نوار الملح » في دورتها التأسيسية بمدينة الكاف، الليلة الماضية، في ثاني سهرات هذا المهرجان الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية من 23 إلى 27 أوت 2023.
وكان جمهور مدينة الكاف، أحد أهم منابع الثقافة والمسرح والغناء في تونس، على موعد البارحة بمعلم القصبة التاريخي مع عرض الفنانيْن ياسر جرادي ولينا بن علي، إذ حضر بأعداد كبرى لا سيّما من ذوي الاحتياجات الخصوصية والطبقة الكادحة بالفكر والساعد بما أن هذا المهرجان أنشِئ لهذه الشريحة الاجتماعية، بحسب المنظمين.
انطلقت السهرة بأداء النشيد الوطني التونسي مع مرافقة للغة الإشارة، ثمّ تولت إدارة المهرجان تكريم عدد من مثقفي الجهة ومبدعيها هم الفنان المسرحي الفقيد الهادي بن صالح المقري، وهو أيضا أحد أعلام الأغنية التراثية بجهة الكاف، حيث تم استحضار مسيرته الزاخرة بالعطاء في شريط فيديو تم عرضه على الشاشة الخلفية للركح. وشمل التكريم أيضا الفنانيْن المسرحييْن ناجية الورغي والمنجي الورفلي.
وكانت المصافحة الأولى للجمهور على الركح مع الفنان ياسر جرادي الوفي للأغنية الملتزمة ولقضايا الإنسان الكونية، فهو ينتقي كلمات أغانيه بعناية فائقة للتعبير عن الواقع دفاعا عن الكادحين والفقراء والمستضعفين آملا في تحقيق التغيير المنشود. وغنّى جرادي لأهالي الكاف « شبيك نسيتيني » و »ما تخافيش » و »عمري ما ننسى الحكاية » و »نهار خريف » إلى جانب أغنية من آخر انتاجاته الفنيّة بعنوان « خلصني » قال عنها إنها تعبّر بقوة عن مطالب الشغالين المضطهدين في أبسط حقوقهم الاجتماعية المشروعة وهو الحصول على مستحقات عملهم. كما كرّم الشهيد شكري بلعيد بأغنية حملت عنوان « نسمع فيه يغني ».
ومواصلة لدرب الأغاني التي سلكها ياسر جرادي، دوّى صوت الفنانة لينا بن علي عاليا حرّا معانقا نسائم مدينة الكاف، فأنشدت بدورها للثورة وتغيير الواقع الاجتماعي. وصدحت بباقة متنوّعة من أغانيها وآخر انتاجاتها الفنيّة باللهجات التونسية وبلغات أخرى منها الانجليزية والإسبانيّة، استهلتها بأغنية « تشي غيفارا » ثم أدت أغنية  » استا سمبري كومندانتي » وأغنية « وهران » الجزائرية. وغنّت من إصداراتها الفنيّة الجديدة « مالي ومالهم » التي اختارت آداءها حصريّا لأول مرّة أمام جمهور المهرجان.
ويحطّ المهرجان رحاله اليوم الجمعة 25 أوت بمدينة توزر حيث يتابع الجمهور عرضا للثنائي نضال اليحياوي والعروسي الزبيدي. كما يلتقي جمهور منطقة العلا بولاية القيروان هذا اليوم أيضا مع الفنانة فضيلة بن علي يليها عرض مسرحية « بنات سعاد » للمخرج صادق حلواس وأداء نعيمة الجاني ولبنى السديري وأميمة بن حفصية.
ويعود المهرجان مجددا إلى العاصمة غدا السبت 26 أوت، حيث يقام بفضاء مسار بباب سعدون بالعاصمة تونس عرض مسرحية « عائشة » للفنان سامي النصري، على أن تختتم بالملاسين هذه الدورة بعرض مسرحية « ملاسين ستوري » للفنان المسرحي بلال البريكي.