9 أفريل: يوم الوفاء لجيل ضحى بالغالي من أجل الوطن

في يوم 9 أفريل 1938، شهدت تونس مظاهرات شعبية عارمة خرج فيها التونسيون للمطالبة بإصلاحات سياسية جوهرية، وعلى رأسها إنشاء برلمان تونسي.
كانت هذه المظاهرات ردًا على تصاعد القمع من قبل سلطات الحماية الفرنسية وتضييقها على الحريات الوطنية واعتقال المناضلين. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها في العاصمة تونس، حيث خرجت جموع غفيرة من المواطنين من مختلف الشرائح والفئات والأجيال للمطالبة بالحرية وإنهاء الاستعمار.
واجهت قوات الاحتلال الفرنسي هذه المظاهرات السلمية بالعنف والقمع المفرط، حيث أطلقت النار على المتظاهرين، مما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
على الرغم من القمع الدامي، شكلت أحداث 9 أفريل 1938 نقطة تحول حاسمة في مسيرة الكفاح الوطني التونسي. فقد أظهرت للعالم إصرار الشعب التونسي على نيل حريته واستقلاله، وكانت دماء الشهداء وقودًا للحركة الوطنية التي تصاعدت وتيرتها في السنوات اللاحقة وصولًا إلى تحقيق الاستقلال عام 1956.
يُخلد التونسيون ذكرى هذه الأحداث في عيد الشهداء من كل عام، استلهامًا لقيم التضحية والفداء التي قدمها هؤلاء الأبطال من أجل حرية الوطن وكرامته.