المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان يحذر من مجاعة وشيكة في قطاع غزة

حذر المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان, اليوم

الخميس, من خطر تفشي المجاعة في قطاع غزة, في ظل استمرار الحصار الشامل الذي

يفرضه الكيان الصهيوني منذ 45 يوما, مطالبا بالتدخل الفوري لإنهاء الحصار,

وضمان تدفق المساعدات الغذائية والطبية بشكل آمن ومنتظم, لإنقاذ السكان من

المجاعة الوشيكة التي بدأت تشكل تهديدا مباشرا لحياتهم.

وقال المرصد (حقوقي مقره جنيف), في بيان صحفي إن طواقمه العاملة في قطاع غزة

بدأت برصد مؤشرات خطيرة تنذر بدخول السكان حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد

يوشك أن ينتقل إلى مستوى المجاعة, إذ تسبب الحصار بنقص حاد ومستمر في الغذاء

الأساسي الضروري للبقاء على قيد الحياة, بما في ذلك الحبوب والبروتينات

والدهون, إلى جانب تعطيل وتدمير ما تبقى من البنية التحتية الزراعية والغذائية

من خلال القصف والاحتلال العسكري المباشر, علاوة على اضطرار السكان لبيع بعض

من ممتلكاتهم الأساسية من أجل توفير الغذاء, ما يدل على بدء انهيار آليات

التكيف لديهم.

وأكد المرصد أن فريقه الميداني وثق خلال جولات ميدانية فقدان الخبز بشكل شبه

تام من الأسواق نتيجة توقف جميع المخابز عن العمل, وانعدام وجود مختلف أنواع

اللحوم سواء الطازجة أو المجمدة, في حين تباع كميات قليلة من الخضراوات بأسعار

باهظة لا يستطيع معظم السكان تحملها, خاصة بعد 18 شهرا من توقف مصادر دخلهم

جراء العدوان الصهيوني.

وقال إن جريمة التجويع التي ينفذها الكيان الصهيوني بحق المدنيين في غزة من

أكثر صور الإبادة الجماعية قسوة وتجريدا للكرامة الإنسانية, مشيرا إلى أنها

تهدف إلى القضاء على قدرة السكان على البقاء, من خلال تدمير سبل العيش ومنع

دخول المساعدات واستهداف مصادر الإنتاج وتعطيل سلاسل الإمداد.

وأوضح أن النساء والأطفال, الذين يشكلون أكثر من ثلثي سكان القطاع, هم الأكثر

تأثرا بهذه السياسة, حيث يواجه الأطفال خطر الموت البطيء نتيجة سوء التغذية

الحاد ونقص المناعة وتأخر النمو, في ظل غياب الغذاء والرعاية الصحية, فيما

تتعرض النساء الحوامل والمرضعات لمخاطر تهدد حياتهن وحياة أطفالهن.

وبحسب البيان, فإن أكثر من مليون طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد, في ظل

انهيار شبه تام للبنية التحتية الصحية ونقص حاد في المياه الصالحة للشرب

وحرمان كامل من شروط الحياة الكريمة.

ونبه المرصد إلى أن تداعيات هذه السياسة تتعدى الحاضر, وتمتد لتقويض مستقبل

الفلسطينيين كجماعة وطنية, عبر إنتاج جيل مهدد بالإعاقات الجسدية والنفسية

والمعرفية, وهو ما يثبت النية التدميرية الكامنة خلف جريمة الإبادة الجماعية.

وحذر من أن الأزمة بلغت مستويات كارثية تقترب من نقطة اللاعودة, مع توقعات

بحدوث وفيات يومية بسبب نقص الغذاء وضعف المناعة, في ظل استمرار الحصار ومنع

دخول المساعدات وتدمير البنية التحتية الأساسية, دون تدخل دولي فعال لوقف هذا

الانهيار الإنساني المتسارع.

وشدد المرصد الأورو-متوسطي على ضرورة محاسبة الاحتلال لاستخدامه التجويع

كسلاح ضد المدنيين, باعتباره جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني, وخرقا

جسيما لالتزاماته كقوة احتلال, ما يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان

بموجب القانون الدولي.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقية

جنيف الرابعة, بالتدخل العاجل والفوري لإنهاء الحصار الشامل المفروض على قطاع

غزة, وضمان تدفق المساعدات الغذائية والطبية بشكل آمن ومنتظم, لإنقاذ السكان

من المجاعة الوشيكة التي بدأت مقدماتها تضرب أسس الحياة الكريمة وتشكل تهديدا

مباشرا لحياتهم.

ودعا المرصد إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف سياسات القتل البطيء والتهجير القسري

التي تمارس بحق الفلسطينيين في قطاع غزة, بما في ذلك تفعيل استجابة إنسانية

عاجلة وشاملة, لتوفير الاحتياجات الأساسية, وفي مقدمتها المأوى المؤقت

والملائم, والخدمات الصحية والمياه والغذاء.

ودعا برنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

(أوتشا) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى تكثيف تدخلاتهم فورا من

خلال إعداد تقارير طارئة, وعقد مؤتمرات صحفية دولية, والدعوة إلى فتح ممرات

إنسانية عاجلة, وتوفير الحماية للمدنيين المحاصرين في القطاع.

شارك:

إشترك الأن

المنستير

18° - 21°
السبت23°
الأحد25°
الاثنين25°
الثلاثاء22°
الأربعاء20°
الخميس21°
إذاعة المنستير

إذاعة المنستير

ON AIR