وزير التجارة : بات من الضروري جعل الاندماج الاقليمي والتنميةالمستدامة احد اهم ركائز العمل في افريقيا

قال وزير التجارة وتنمية الصادرات، سمير عبيد، أنّه من بات من الضروري جعل الاندماج الاقليمي والتنمية المستديمة احد اهم ركائز العمل في افريقيا.
وابرز عبيد، الثلاثاء، في افتتاح اشغال الدورة الثامنة لملتقى تمويل التجارة والاستثمار في افريقيا (فيتا) ان افريقيا تواجه جملة من التحديات المناخية والاقتصادية والتكنولوجية والعلمية التي يتعين تظافر الجهود من اجل رفعها.
وبيّن، في حضور نحو الفي مشارك من وزراء وممثلي الموسسات المالية الافريقية والمستثمرين ورجال الاعمال، ان التظاهرة تكرس التجذر في البعد الافريقي، حيث يجب على صناع القرار في افريقيا اخذ المكانة التيتستحقها القارة في الخارطة الاقتصادية العالمية.
وجدد تمسك تونس بثوابت بعدها الافريقي والانخراط بفاعلية في كل المبادرات القارية، التي من شانها ان تدفع بالتعاون والشراكة المهيكلة وتعزيز فرص الشراكة الرابحة لارساء فضاء افريقي قائم على الرخاء والازدهاروالاندماج والتضامن.
واوضح عضو الحكومة ان اختيار موضوع دعم التحول في افريقيا للدورة العاشرة من تظاهرة فيتا يترجم الرغبة في تشخيص وتفعيل مختلف واقعات النمو في القارة في تاتين انتقال الاقتصاد الافريقي الى افضل الدرجاتالتي تخول نماء الشعوب.
ومن جانب اخر لاحظ الوزير ان محاور دورة فيتا تتصل بتحديات هامة لافريقيا على غرار دعم الانتقال الصناعي والتصنيع والتحول الطاقي والرقمي علاوة على تعصير البنى التحتية. واشارإلى ان تونس في كل هذه المحاوراكتسبت خبرة ودراية كبيرتين بمعية دول افريقية اخرى، وانها مستعدة لتقاسم هذه الخبرة ووضعها على ذمة بقية الدول الافريقية ضمن شراكة مربحة لكل الأطراف.
من اجل افريقيا اكثر انتاجا وسيادة
ومن جهته قال رئيس مجلس الاعمال التونسي الافريقي، انيس الجزيري، ان التحدي الابرز للقارة الافريقية يتعلق بالمساهمة في بناء إفريقيا أقوى تكون أكثر اندماجًا، وأكثر سيادة على مواردها الطبيعية وخياراتها التنموية.
وابرز في كلمة له في اشغال الدورة الثامنة لمنتدى تمويل الاستثمار والتجارة في افريقيا ان القارة في حاجة لأن تكون اكثر تكاملًا، واندماجا واكثر انتاجا وذات سيادة على مواردها الطبيعية
واردف بالقول "لقد آن الأوان لافريقيا أن تعيد صياغة المعادلة رافضة للهيمنة، وتقبل للتعايش وتدحض الاقصاء وتشجع على التقاسم والتعاون، والعدالة".
وفي سياق متصل، اكد الجزيري، ان على الدول الإفريقية مسؤولية كبرى في ظل التحولات العالمية المتسارعة، وعليها أن تنهض وتقرر مصيرها.
واعتبر ان النموذج التنموي العالمي، الذي ساد لعقود بدأ يستنفذ. مشيرا الى انه انموذج قائم على الاستغلال المفرط مع تفاقم الفجوة الاجتماعية، لافتا الى ان، 1 بالمائة، فقط، من سكان العالم، اليوم، يتحكمون في 90 بالمائة من ثرواته.
ولاحظ رئيس مجلس الاعمال التونسي الافريقي ان تظاهرة فيتا لهذا العام تحمل شعارًا طموحًا تعلّق ب "دعم تحوّل إفريقيا"، اعتبارا لما تزخر به من امكانيات وطاقات، وسوق ممتدة بالنظر إلى أنّ عدد سكان القارّ سيتحوّل من 1،5 مليار نسمة، حاليا، الى 2،5 مليار نسمة بحلول عام 2050، 60 بالمائة منهم دون سن 25 سنة. مع توقع ارتفاع الناتج الداخلي الاجمالي من 3 تريليونات دولار الى 10 تريليونات دولار في أفق 2050.
وأضاف "من اجل تحقيق كامل طاقتها، يجب أن نُطلق تحوّلًا عميقًا، وديناميكية فعلية لتحقيق التغيير في القارة "
المراهنة على عنصر التمويل
ومن جانب اخر افاد الجزيري انه لا يمكن تصور تحوّل إفريقيا من دون توفر مصادر التمويل.
وللغرض خصصت الدورة الجديدة من فيتا 2025، أربع جلسات رئيسية لهذا المحور تتعلق بدور المؤسسات المالية المتعددة الأطراف في تمويل التحول الإفريقي ودور البنوك التجارية في تمويل المشاريع الكبرى والموسسات الصغرى والمتوسطة الى جانب دور رأس المال الاستثماري وصناديق الاستثمار في دعم الابتكار ومحور نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص لبناء مشاريع هيكلية وفق مبدأ التآزر.
واشار الجزيري الى ان هذه الدورة تكتسب طابعًا خاصًا، إذ تتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي (ماي 2015).
وفي تقييمه لاداء المجلس، افاد انه خلال عشر سنوات تم تنظيم أكثر من 40 مهمة في مختلف أنحاء إفريقيا وأكثر من 3000 فاعل اقتصادي تونسي تمت مرافقتهم، الى جانب المساعدة على مرافقة أكثر من 150 شركة تونسية استقرت في الكوت دي فوار ومئات الشركات في دول إفريقية أخرى.
كما تم توقيع أكثر من 100 اتفاقية شراكة مع غرف التجارة، ومنظمات أرباب العمل، ومجالس الأعمال، ووكالات الاستثمار، ومراكز تفكير.
نسج علاقات شراكة اكثر قوة
وصرح رئيس منظمة الاعراف الجزائرية، سهيل قيسوم، الذي يشارك في فيتا، على راس وفد من رجال الاعمال، ان اللقاء يمكن من نسج علاقات شراكة وخاصة دفع التعاون بين الدول الافريقية وأيضا بين الدول المغاربية مع دول جنوب الصحراء.
وصرّح قيسوم ل(وات)، ان "البعد الافريقي لا يتجزا عن البعد المغاربي وانه من الضروري مزيد توطيد العلاقات التجارية والمرور بها الى علاقات اكثر عمقا تتصل بالطاقة والتكنولوجيا".
واوضح انه منذ سنة 2019 راهنت الحزائر على التوجه اكثر نحو افريقيا جنوب الصحراء بتحفيز الشركات الجزائرية على مزيد توطيد العلاقات مع نظيراتها من جنوب الصحراء وانعكس ذلك على زيادة التصدير نحوالسنغال والكوت دي فوار ومالي والنيجر.
وأكّد رئيس منظمة الاعراف الجزائرية الرغبة في مزيد توطيد العلاقات مع الجانب التونسي وبناء شراكة صلبة تخول تواجد شركات البلدين في بلدان افريقيا جنوب الصحراء.
تحقيق المصالحة
ويرى لورون كازافي، مستثمر من جمهورية الكنغو الديمقراطية، في مجال التكنولوجيات الحديثة، ان افريقيا لها امكانيات وطاقات كبيرة تؤهلها لأن تكون قطبا اقتصاديا عالميا رائدا ضمن بقية التكتلات الاقتصادية والتجارية الدولية الاخرى.
ولاحظ في تصريح ل(وات) ان افريقيا لا تعوزها الامكانيات بل عليها ان تحسن استثمار هذه الطاقات وتوظيفها في خدمة شعوبها في ظل وجود العديد من المبادرات يقودها شباب القارة.
وأوضح أن تأخر القارّة خلال فترة معينة وعدم مواكبتها التحولات الاقتصادية كان بسبب القطيعة بين صناع القرار السياسي وعالم الاعمال، مشددا على ضرورة المصالحة بين الطرفين.
وخلص إلى ان المحاور المطروحة، في دورة فيتا 2025، في علاقة بدعم التحول في افريقيا في صميم التحديات المطروحة على القارة من ضرورة انجاح الانتقال الطاقي والتحول الرقمي ومزيد تعصير البنى التحتية.
يشار الى ان تظاهرة فيتا لهذه السنة، التي تتواصل، إلى غد، الاربعاء، ستشهد تنظيم ورشات عمل وجلسات حوارية سيؤمنها 160 محاضر خلال 28 جلسة.
وقد خصصت المنظمون جلسات حوار رئيسية تعنى بدور المؤسسات المالية المتعددة الأطراف في تمويل التحول الإفريقي ودور البنوك التجارية في تمويل المشاريع الكبرى و دور رأس المال الاستثماري وصناديق الاستثمار في دعم الابتكار علاوة على نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص لبناء مشاريع هيكلية.
كما ستعقد، جلسة وزارية استثنائية، بمشاركة 4 وزراء سياحة من الكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، وليبيا، ومدغشقر، إلى جانب نائب وزير السياحة من غانا، لمناقشة "الاستثمار في السياحة الإفريقية لتحفيز الاقتصاد."