فيلم "سماء بلا أرض" لأريج السحيري في عرضه العالمي الأول بمهرجان كان السينمائي ضمن قسم "نظرة ما"

قدّمت المخرجة التونسية أريج السحيري فيلمها الجديد "سماء بلا الأرض" في عرضه العالمي الأول، مساء الأربعاء في افتتاح قسم "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي المقامة في الفترة ما بين 13 و24 ماي 2025.هذا الفيلم الذي يدوم 92 دقيقة، هو ثاني عمل روائي طويل لأريج السحيري بعد فيلمها "تحت الشجرة" (2022)، والذي لفت الأنظار في الدورة 54 من "نصف شهر المخرجين" ضمن مهرجان كان السينمائي، قبل أن يُختار لاحقا لتمثيل تونس رسميا في جوائز الأوسكار 2023.ويسلّط فيلم "سماء بلا أرض" الضوء على ظاهرة الهجرة من منظور إنساني، من خلال قصة ثلاث شابات من الكوت ديفوار يعشن في تونس تتحول حياتهن بعد استقبالهن الطفلة "إيما" البالغة من العمر أربع سنوات، والتي نجت من حادثة غرق مأساوية في البحر. ومن خلال هذه القصة، يطرح الفيلم تساؤلات حول معنى الأسرة والانتماء والمسؤولية في سياق اجتماعي مضطرب.
وفي مقابلة نشرت على الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي، أكدت أريج السحيري أنها أرادت معالجة موضوع الهجرة بعيدا عن الصورة النمطية المرتبطة بالعبور نحو أوروبا. قائلة: "غالبا ما يتم اختزال الهجرة في مفهومها الأوروبي، بينما الحقيقة أن نحو 80% من حركات التنقل تجري داخل القارة الإفريقية."كما عبّرت عن التحديات التي واجهتها خلال التصوير قائلة إن "الحدود بين الواقع والخيال شبه منعدمة، ما جعل بعض لحظات التصوير مشحونة بالعاطفة ومؤثرة للغاية." وفي سؤال يختزل عمق الطرح الذي يقدمه الفيلم، ختمت حديثها: "ماذا عن الأطفال الناجين، الأيتام؟ من يتحمل مسؤوليتهم: البلد الذي نجوا فيه، أم الوطن الذي تركوه خلفهم؟"ويضم الفيلم أسماء بارزة من القارة الإفريقية والعالم العربي، منها عائشة مايغا (فرنسية من أصول سنغالية ومالية) و"ليتيشا كي" (فنانة وناشطة إيفوارية) و"ديبورا لوبي ناني" (الكوت ديفوار) والطفلة "إيستيل كينزا دوغبو"، بالإضافة إلى الممثلين التونسيين محمد قريع وفؤاد زعزاع. أما الفيلم فهو من إنتاج تونسي وقطري وفرنسي مشترك.
والمخرجة التونسية أريج السحيري هي من مواليد 1 أوت سنة 1982 بمدينة ليون الفرنسية. ويعتبر فيلمها "تحت الشجرة" (2022) أول عمل روائي لها حيث عُرض لأول مرة عالميا في قسم "نصف شهر المخرجين" ضمن مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75. كما مثّل تونس في منافسات جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي لعام 2023.