المهدية تحتضن “Hack the Heritage نسخة سلقطة”.
تنظم وزارة الشؤون الثقافية ووكالة احياء التراث والتنمية الثقافية بالتعاون مع مركز تونس الدولي الاقتصاد الرقمي، فعالية “Hack the Heritage نسخة سلقطة”، و الذي يتواصل على امتداد 04 ايام.
تميّز اليوم الأول بتنظيم زيارة ميدانية استكشافية ثرية إلى ولاية المهدية، انطلقت في ساعات الصباح الأولى من مدينة الثقافة بتونس العاصمة، وصولًا إلى مدينة سلقطة، المعروفة بثرائها التاريخي وأهميتها الأثرية.
كانت الوجهة الرئيسية متحف سلقطة، أحد أبرز المعالم الأثرية في المنطقة، حيث أُتيحت للمشاركين فرصة فريدة لاكتشاف المعروضات النادرة التي تعود إلى الفترتين القرطاجية والرومانية. وقد تولّى السيد محمد حواص متصرف مستشار بوكالة احياء التراث والتنمية الثقافية بالمهدية تأطير الزيارة داخل المتحف، مقدمًا شروحات معمّقة حول تطور العمارة القديمة وخصوصيات المجموعات الأثرية المعروضة، كما شملت الزيارة الموقع الجنائزي الروماني بسلقطة.
وعاش المشاركون يوم الجمعة يوماً حافلاً بالحماس والعمل الجماعي، وقد تحوّلت الفضاءات إلى منصات مفتوحة للنقاش وتبادل الأفكار، وورشات تفكير وتصميم، جمعت بين الطاقات الشبابية والمبادرات المبتكرة.
انطلقت مرحلة التحدي الرسمية، حيث بدأ المشاركون في تطوير مشاريعهم الإبداعية حول كيفية تثمين التراث التونسي وربطه بالتكنولوجيا، وسادت الأجواء روح من التعاون والحيوية، انعكست في تعدّد المقاربات وثراء التصورات.
وقد كانت هذه التظاهرة مناسبة لتجسيد مفاهيم المشاركة والتجديد، في إطار ديناميكية تهدف إلى تحويل التراث من مجرد ماضٍ محفوظ إلى مورد حي وملهم لمشاريع المستقبل.
ويُعدّ هذا “الهاكاثون”، تجربة فريدة تندرج ضمن رؤية وطنية متجدّدة لإحياء التراث التونسي عبر الوسائل الرقمية الحديثة، في تفاعل خلاق بين الماضي والتكنولوجيا.
ويجمع الحدث نخبة منشٱت ناشئة ومن الشباب المبدع من مختلف جهات الجمهورية: طلبة، مطوّرين، مصمّمين، وفاعلين ثقافيين، اجتمعوا حول هدف مشترك يتمثّل في تطوير حلول رقمية مبتكرة تساهم في رواية التراث التونسي، حمايته، والترويج له محليًا ودوليًا.
ويتميّز البرنامج بالتركيز على التراث المغمور لمدينة سلقطة الأثرية بولاية المهدية، باعتبارها نموذجًا غنيًا للاستلهام، وفضاءً مفتوحًا لتجريب أدوات رقمية جديدة تعيد الحياة للمواقع والمعالم التاريخية.