المنستير: تقديم كتاب "حول التراث المشترك من أجل صحوة ثقافية" للباحث في التاريخ نبيل قلالة

تحت عنوان "التراث المشترك من أجل صحوة ثقافية"، نظمت اليوم الأحد، جمعية صيانة مدينة المنستير، بمقرها، ندوة علمية لتقديم الإصدار الجديد للباحث في التاريخ نبيل قلالة بعنوان "حول التراث المشترك من أجل صوة ثقافية"، الصادر في فيفري 2025 عن دار النشر نرفانا في 170 صفحة.
وأوضح نبيل قلالة في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أنّ الكتاب يضم عشرة مقالات لم تنشر سابقا كتبها في الفترة 2012-2019 حول التراث وأهميته وواقعه والإشكاليات المتعلقة به والحلول التي اقترحها للنهوض بالتراث الوطني الغزير إذ تعد تونس 30 إلى 40 ألف معلم وموقع أثري وهي ثاني أكبر بلد في المتوسط الغربي من حيث كثافة التراث.
واقترح ضرورة تحديد بعض الأولويات وتشريك المجتمع المدني وخاصة جمعيات صيانة المدن والجمعيات التي تعنى بالتراث، ومعالجة مسألة التشابك والتقاطع في الصلاحيات بين المؤسسات التي تعني بالتراث وهي المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والإدارة العامة للتراث بوزارة الثقافة.
ودعا إلى إحداث وزارة التراث والممتلكات الثقافية أو كتابة الدولة ليمكن التركيز على التراث الذي يمثل أكبر نسبة من إهتمامات وزارة الثقافة وذلك لتجنب قلة الإمكانات والتداخل في الصلاحيات بين المؤسسات التي تعنى بالتراث الذي فيه الهوية التونسية وهو عامل للتطور الثقافي والاقتصادي. كما اقترح إعادة النظر في مجلة التراث التي ترقي إلى سنة 1994 حتى تستجيب لمتطلبات التراث والمفاهيم الجديدة في العالم.
وكان نبيل قلالة بيّن خلال الندوة أنّ كتابه "حول التراث المشترك من أجل صوة ثقافية"، ثقافي تثقيفي فني غايته تحسيسية وأنّ أهم ما لاحظه هو عدم شعور المواطن بأنّ التراث جزء منه وملك معنوي وتاريخي خاص به ما يتطلب عملية تحسيس للمواطن.
ويوجد عدم فهم لمفهوم التراث الذي هو إرث له معنى وقيمة سواء تاريخية أو كانت فاعلة في المجتمع وفي الانسان أو أنّ لها قيمة رمزية على مستوى المجتمع والوطن وبالتالي مادامت هذه القيم موجودة ومجسمة في هذا الإرث يصبح هذا الإرث مشتركا وملكا للجماعة وللمجتمع ككلّ ومن المفروض الإعتزاز به والمحافظة عليه.
واستعرض الباحث بعض الأمثلة من الاعتداءات على التراث من ذلك بناء أكشاك مباشرة خلف رباط المنستير والتي وقع إزالتها لاحقا بفضل تدخل المجتمع المدني، والتفويت في 312 هك من الأراضي في موقع قرطاج بعد تغيير صبغتها من أراضي أثرية إلى أرض صالحة للبناء ووقع سنة 2012 إعادة هذه الأراضي كأراض أثرية.
وتعرض 75 زاوية ومقام بعد سنة 2011 إلى الحرق كسيدي بوسعيد والسيدة المنوبية وإزالة سيدي محارب أو تشويه المعلم الأثري كرباط سيدي ذويب والسور بالمنستير.
وإقترح خلال النقاش إحداث ديوان للتراث على الأقل تكون لديه إمكانيات وتصور كلي مكتمل ورؤية بشأن التراث، وإصدار كتاب أبيض للتراث، والتوجه نحو اللامركزية.