نيزك قبلي : شوهد ايضا في تطاوين وقابس وتوزر ،،و الفيديو الذي تم تداوله بخصوصه صحيح !

شهدت سماء ولاية قبلي، قبيل الساعة الثامنة من مساء أمس الثلاثاء، مرور جسم مشع تمكن العديد من الاهالي من مشاهدته بالعين المجردة، بينما صوّر أحد المواطنين فيديو قصير لهذا الجسم الذي يرجّح أغلب الاهالي انه نيزك سماوي سقط بصحراء الجهة.
وفي توضيح حول هذا الموضوع، أكد أستاذ التأطير العلمي بمدينة العلوم هشام بن يحيى، لصحفي "وات"، أن الجسم الذي شاهده عدد من اهالي ولاية قبلي قد شوهد أيضا من قبل عدد من متساكني ولايات تطاوين وقابس وتوزر، بما يشير الى انه اتخذ مسارا من الشرق نحو الجنوب الغربي، مرجحا أن يكون هذا الجسم نيزكا اخترق الغلاف الجوي وسقط بالصحراء الجزائرية او ذاب في هذا الغلاف في ظلّ عدم توفر معطيات تؤكد مكان سقوطه الى حد الآن.
وأوضح أن التعاطي العلمي مع هذا الموضوع يعتمد بالأساس على شهود العيان باعتبار عدم وجود كاميرات لمراقبة السماء التونسية، حيث يتم التواصل مع أكبر عدد ممن شاهدوا هذا النيزك وخاصة آخر من شاهده، واستقاء ـكبر قدر من المعلومات حول مدة مكوثه في الجو ومساره، وهل تم رصده وهو يسقط او هل أحدث صوتا أثناء مروره او سقوطه، وفي صورة التأكد من سقوطه يتم العمل على ايجاد ما تبقى منه باعتبار ان حجمه يتقلّص بشكل كبير خلال الاحتكاك بالغلاف الجوي، كما يتطلّب سقوطه مسح مساحة كبيرة تتراوح بين 3 و10 كلم مربع، باعتبار أنّ هذا النوع من الأجسام عادة ما يتجزأ الى قطع صغيرة في صورة سقوطه على الارض نتيجة سرعة وقوّة الاصطدام.
وفي ذات الاطار، أكّد هشام بن يحيى بأن الفيديو اتداوله أمس روّاد وسائل التواصل الاجتماعي غير مفبرك، وقد التقطه بالفعل احد اهالي مدينة قبلي، وهو يوثق لحدث نادر يتمثّل في مرور نيزك بسماء عدد من ولايات الجنوب التونسي بسرعة كبيرة جدا وفي شكل كروي مشع جدا نتيجة احتكاكه بالغلاف الجوي.
وأشار الى ان تونس شهدت سابقا سقوط عدد من النيازك لعلّ أندرها نيزك تطاوين المريخي الذي سقط بصحراء تطاوين قبل الاستعمار، واستحوذ عليه المستعمر، وهو حاليا معروض باحد معارض العاصمة الفرنسيّة باريس، ومن بينها أيضا نيزك الدهماني المعروض حاليا في تونس.
وبين المصدر ذاته أن عملية البحث عن النيازك تتطلب مجهودا كبيرا ينطلق من رصد المسار، ثم تحديد مكان الوقوع، ليتم تمشيط المكان من قبل مجموعة في شكل سلسلة بشرية قد يتجاوز عددها 100 شخص نظرا لشساعة مكان التمشيط، وفي صورة العثور على بعض الحجارة التي يرجح أنّها نيزكية يتم نقلها لإخضاعها للتحاليل المخبرية من أجل التثبت فيها، باعتبار قيمتها العلمية الكبرى التي تساعد في الأبحاث حول المجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة.