ندوة تحسيسية بمدينة منزل تميم حول الوقاية من الإدمان على المخدرات

انتظمت، بعد ظهر اليوم الخميس، بمقر بلدية منزل تميم من ولاية نابل، ندوة تحسيسية حول الوقاية من الإدمان على المخدرات، ببادرة من المندوبية الجهوية لشؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، وبتأطير من الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام.
وتهدف هذه الندوة، التي تنتظم تحت شعار "قول لا للمخدرات"، إلى مزيد التوعية والتحسيس بخطورة تفشي ظاهرة الإدمان في صفوف فئات مختلفة من المجتمع، حسب ما بينه رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن الانسان والاعلام، رضا كرويدة، في تصريح لصحفية (وات)، مؤكدا على أهمية هذه المبادرة من قبل مركب الطفولة بمنزل تميم وتضافر جهود كافة المتدخلين من هياكل ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني لحماية الناشئة من هذه الآفة.
ومن جهته، بيّن متفقد شباب وطفولة بدائرة نابل 1 فيصل العقيلي، أن هذه الندوة التي تستهدف الأطفال والمربين والاولياء، تأتي تماشيا مع توجهات وزارة الاشراف في إطار المبادرة الوطنية التشاركية للوقاية من المخدرات، مضيفا أنه تم استدعاء مختصين في القانون والصحة في إطار تكثيف الجهود للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد الفرد والمجتمع.
وفي السياق ذاته، أكّدت القاضية أحلام مخلوف، مستشارة بمحكمة الاستئناف بجندوبة ورئيسة اللجنة القانونية بالجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان والاعلام، أن محاربة تعاطي المخدرات مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة باعتبار أن التفكك الاسري وغياب الرقابة الابوية من بين أبرز الأسباب التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة، معتبرة ان تطبيق قانون عدد 52 لسنة 1992 الخاص بمعاقبة تعاطي المخدرات يبقى غير كاف لحماية الشباب والأطفال من هذه الآفة رغم التنقيحات الأخيرة.
وشدّدت على أهمية الحدّ من هذه الظاهرة التي تهدد سلامة المجتمعات والافراد، لما لها من أضرار صحية واجتماعية وتسببها في تدمير حياة الفرد وتفكيك الاسر والتأثير سلبا على المجتمع بصفة عامة.
وأكدت الدكتورة فاتن إدريس، طبيبة مختصة في علاج الإدمان والإقلاع عن التدخين بمستشفى الرازي، على أهمية الوقاية من الإدمان بكافة أنواعه، والتوعية والتحسيس بضرورة تجنبه خاصة بالنسبة للفئات العمرية الهشة التي تكون أكثر عرضة للاستقطاب، مشيرة إلى أن الإحصائيات المفزعة تستوجب دق ناقوس الخطر، وكسر حاجز الصمت، والتعاطي مع هذه المسألة كخطر يهدد كل العائلات التونسية.
وبيّنت أن آخر الإحصائيات لسنة 2021 تشير إلى أن نسبة الإدمان على التدخين في صفوف المراهقين المتمدرسين، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة، تصل إلى 20 بالمائة، فيما تتجاوز نسبة الإدمان على القنب الهندي 7 بالمائة، كما تم رصد حالات بنسبة غير محددة لاستهلاك الكوكايين والهيروين.
ودعت، في هذا الصدد، إلى ضرورة تضافر جهود كافة مكونات المجتمع للحد من انتشار ظاهرة الإدمان، ومزيد الإحاطة بفئتي الطفولة والشباب وتوجيههم إلى نوادي الترفيه، والابتعاد عن كل مظاهر الإدمان ومن بينها الإدمان على الشاشات، مؤكدة على دور الأسرة في توفير العناية والدعم، ومزيد تمتين الروابط الاسرية لما لها من أهمية في الحفاظ على الناشئة.