ديوان التطهير ينظم ورشات عمل لتقييم مدى تقدم تنفيذ برنامج التّطهير للحدّ من تلوّث المتوسط من 23 إلى 25 جوان 2025

ينظم ديوان التطهير، أيّام 23 و24 و25 جوان 2025، ورشات عمل فنية،

بهدف تقييم مدى تقدم القسط الأوّل من البرنامج التّطهير الرّامي للحدّ من التلوّث بالبحر الأبيض المتوسط (2018 /2028)، وآثاره الإيجابية على البيئة.

كما ستتناول التظاهرة، التي ستجمع مختلف الأطراف المساهمة في البرنامج من القطاع العمومي، ومنظمات المجتمع المدني، والخبراء البيئيين، وخبراء الاتصال، الجوانب الفنية المتعلّقة بتنفيذه، بما يساهم في تعزيز وتسهيل استكماله في أفضل الظروف الممكنة.

وأشار الديوان، في بلاغ صادر عنه، الإثنين، أنّ القسط الأوّل من البرنامج أحرز تقدّما، بنسبة 60 بالمائة، وتمّ التدخل، إلى حدّ الآن، في 13 ولاية جلّها ساحلية.

ويرمي البرنامج المعروف ب(DEPOLMED)، إلى تعزيز البنية التحتية للتطهير في المناطق الساحلية، والحد من التلوث المائي، الذّي يؤثر سلبا على النظام البيئي البحري والاقتصاد المحلي في هذه المناطق.

ويندرج البرنامج ضمن الاستراتيجية العامة لحماية البحر الأبيض المتوسط من التلوث، ويهدف إلى الحد من التلوّث الناتج عن ضعف أنظمة التطهير، وتحسين جودة حياة المواطنين في المناطق الساحلية، وتعزيز أداء ومردودية الديوان الوطني للتطهير.

ويتبنّى البرنامج مقاربة تشاركية ومندمجة، ترتكز على إشراك مختلف الأطراف المعنية، من المؤسسات العمومية، والمجتمع المدني. وخصّصت تمويلات بقيمة 140 مليون أورو للبرنامج. ويوفر هذا التمويل كلّ من الوكالة الفرنسية للتنمية، بقيمة 60 مليون أورو، والبنك الأوروبي للاستثمار، بقيمة 69،6 مليون أورو، في ما قدّم الإتحاد الأوروبي تمويلات، بقيمة 10،4 مليون دينار، في شكل هبة.

ويشمل القسط الأوّل من البرنامج تأهيل وتوسعة محطات تطهير ساحلية لتكون قادرة على استيعاب الكميات المتزايدة من المياه المستعملة وتحسين جودة المياه المُعالجة، وإعادة تأهيل الشبكات ومحطات الضخ، بما يضمن جمع المياه بطريقة فعالة وآمنة بيئيا، وتعزيز قدرات التشغيل والصيانة والتصرف داخل الهياكل التابعة للديوان الوطني للتطهير وتنفيذ خطة تواصل وطنية وجهوية لرفع مستوى الوعي والمواطنة البيئية.

وستمثل نهاية هذا القسط، بحسب بلاغ ديوان التطهير، نقلة نوعية في جودة خدمات التطهير في البلاد، وتقدما فعليا في تنفيذ التزامات البلاد في إطار الاتفاقيات الإقليمية لحماية المتوسط البحر الأبيض المتوسط.

ويعد البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب أنّه ممر بحري، نظاما بيئيا غنيا من بين أكثر البحار تنوّعا بيولوجيا في العالم. ويحتوي المتوسط على أكثر من 10 آلاف صنف من الأحياء البحرية، 30 بالمائة منها لا توجد في أي مكان آخر. غير أنّه يعاني من ضغوطات متزايدة بسبب مصادر التلوّث والصيد الجائر، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة بوتيرة أسرع بـ20 بالمائة من المتوسط العالمي. لذلك، فإن حماية البحر المتوسط ليست مسؤولية بلد واحد، بل هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق جميع الدول المطلة عليه. ويمثل برنامج DEPOLMED التزاما فعليا من الجانب التونسي للمساهمة في هذا الجهد الإقليمي المشترك، وفي بناء شراكة بيئية مستديمة.

ويمثل البرنامج أكثر من مجرّد مشروع في مجال التطهير، بل إنه داعمة استراتيجية لنجاح الانتقال البيئي في تونس، يجمع بين تحديث البنية التحتية، وتعبئة المواطنين، والتعاون الدولي. ومن خلال هذا البرنامج، تؤكد تونس إرادتها في التوفيق بين التنمية والاستدامة، والمساهمة الفاعلة في حماية أحد أهم الأوساط الطبيعية البيئية المشتركة: البحر الأبيض المتوسط.

م/مر/نادية

.......

البرنامج استراتيجي للمساهمة في حماية السواحل التونسية في إطار التزام جماعي بحماية

المتوسط في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تهدد البحر الأبيض المتوسط، عهد هذا البرنامج إلى

وزارة البيئة من خلال الديوان الوطني للتطهير (ONAS) تنفيد هذا البرنامج الطموح الذي

البحر المتوسط... شريان بيئي مشترك يمتد الساحل التونسي على طول 1300 كيلومتر، ويؤوي ما

يقرب 70٪ من سكان البلاد، إضافةً إلى تركّز معظم الأنشطة السياحية والصناعية فيه.

لكنّ هذه الكثافة السكانية والاقتصادية ترافقها ضغوط بيئية كبيرة، ومع ما يشهده البحر المتوسط

من تدهور بيئي بفعل التلوث الصناعي والمياه العادمة والتغيرات المناخية، أصبح من الضروري

اتخاذ تدابير فعالة للحد من هذا التلوث، حمايةً للصحة العامة، وصونًا للموارد البحرية، ودعمًا

لجهود التنمية المستدامة.

ما هو برنامج DEPOLMED؟

.

إنطلق القسط الأول من البرنامج فعليا منذ سنة 2018 وسيتواصل إلى سنة 2028، وقد بدأ العمل

على مختلف مكوناته حيث تم إلى حدّ الآن التدخل في 13 ولاية جلّها ساحلية بنسبة تقدّم إنجاز

تقارب 60%.