الأمم المتحدة: الاحتلال يفاقم معاناة الفلسطينيين بسياسات التهجير في الضفة والعدوان على غزة

أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة عن بالغ القلق إزاء تصاعد عمليات التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، محذرا من أن هذه الممارسات قد ترقى إلى "جريمة حرب" وفق القانون الدولي.
وأوضح المكتب، في بيان له اليوم، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كثفت مؤخرا من إجراءات تهدف إلى ترحيل مئات الفلسطينيين قسريا، لا سيما في منطقة /مسافر يطا/ جنوب الخليل، حيث رفضت كافة طلبات البناء والتخطيط الفلسطينية، ممهدة الطريق لهدم الهياكل السكنية وطرد نحو 1200 فلسطيني.
وأشار البيان إلى أن المستوطنين صعدوا في المقابل من اعتداءاتهم ضد السكان الفلسطينيين، بما في ذلك كبار السن والنساء والأطفال، ضمن حملة ضغط لتهجيرهم من أراضيهم.
كما لفت إلى قرارات بهدم قرية النعمان قرب بيت لحم، وإخلاء خمس عائلات فلسطينية من حي بطن الهوى في القدس، وأوامر مماثلة في منطقة /أم طوبا/، في إطار حملة ممنهجة لتوسيع المستوطنات.
وبين المكتب الأممي أن ما لا يقل عن 6463 فلسطينيا تعرضوا للتهجير القسري منذ أكتوبر عام 2023 بسبب عمليات الهدم، بالإضافة إلى 2200 آخرين جراء اعتداءات المستوطنين وقيود التنقل، فضلا عن تهجير نحو 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم بفعل العدوان العسكري الصهيوني منذ جانفي الماضي.
في سياق متصل، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "إن المدنيين في قطاع غزة يقتلون يوميا في الغارات الجوية الصهيونية أو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام"، مؤكدا أن هذه المآسي "لا يجوز قبولها كواقع طبيعي".
وأشار المكتب إلى أن مستشفى الأقصى استقبل أكثر من 20 شهيدا و70 جريحا في غارة على دير البلح، بينما أحيل المزيد من المصابين إلى مجمع ناصر الطبي. كما سجلت أكثر من 19 ألف حالة إسهال مائي حاد في غضون أسبوعين فقط، وسط تفشي أمراض ناتجة عن نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
وأكد (أوتشا) الحاجة الماسة إلى إدخال الوقود والإمدادات الطبية والمياه ومستلزمات النظافة لتفادي انهيار شامل لنظام الصحة العامة في القطاع، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني رفضت 6 من أصل 17 مهمة إنسانية أممية خلال الساعات الماضية، مما فاقم من صعوبة توصيل المساعدات.
وفي الضفة الغربية المحتلة، ندد المكتب بتصاعد العنف، مشيرا إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين في هجوم نفذه مستوطنون مسلحون اقتحموا قرية كفر مالك بمحافظة رام الله، كما أضرمت النيران في أراض زراعية بقرية عصيرة القبلية قرب نابلس.