تونس تستضيف مؤتمر "حماية المدنيين" بمشاركة دولية واسعة.

انطلقت صباح اليوم الخميس 10-07-2025، فعاليات المؤتمر الدولي حول دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ضمن مهمات حفظ السلام ، الذي تنظمه وزارة الدفاع الوطني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لحفظ السلام ، على مدى يومين بمقر العاصمة التونسية.
ويهدف هذا الحدث الكبير إلى وضع أسس منصة رقمية دولية لتبادل المعلومات والخبرات بين الدول والمنظمات المشاركة في مهمات حفظ السلام ، إضافة إلى إعداد دليل عملياتي موحد يساهم في توحيد الإجراءات والمعايير الخاصة بمهمات حماية المدنيين في مناطق النزاعات .
انعقاد بمشاركة 80 خبيراً من 13 دولة
شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كل من وزير الدفاع الوطني خالد السهيلي، ووزير الشؤون الخارجية محمد علي النفطي، وجون بيار لاكروا، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بشؤون حفظ السلام.
كما شارك أكثر من 80 ممثلاً عسكرياً ومدنياً يمثلون 13 دولة شقيقة وصديقة ، إلى جانب عدد من المسؤولين الأمميين الرفيعي المستوى.
وقد أكد المشاركون أن هذا اللقاء يمثل فرصة للتفكير المشترك وبناء رؤية مستقبلية مشتركة لتعزيز حماية المدنيين في نزاعات العالم المتغير .
مبادرة تدريبية إقليمية لبناء الكفاءات
من بين أبرز المبادرات التي سيتم التباحث بشأنها خلال المؤتمر، هو إطلاق برنامج تدريبي إقليمي شامل يتضمن سلسلة من الدورات المتخصصة، وورشات عمل تفاعلية، وتمارين ميدانية مشتركة.
وتهدف هذه المبادرة إلى رفع كفاءة القوى المشاركة في مهمات حفظ السلام ، بما فيها الوحدات العسكرية التونسية التي تشارك منذ سنوات في البعثات الأممية حول العالم.
تونس تؤكد دورها في حفظ السلام العالمي
أكدت وزارة الدفاع أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار تعزيز دور تونس كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة ، وخاصة في مجال المساهمة في بعثات حفظ السلام الدولية.
ويعكس هذا الحدث الثقة الدولية المتزايدة في الخبرة التونسية في المجال العسكري والإنساني ، ويهدف إلى تعزيز مكانة القوات المسلحة التونسية داخل المنظمة الأممية، وتطوير العلاقات الثنائية بين تونس والأمم المتحدة في مجال الأمن والسلام .
"إعلان تونس": وثيقة مرجعية جديدة لحماية المدنيين
من المنتظر أن يتم في ختام المؤتمر إصدار "إعلان تونس" ، وهو وثيقة مرجعية دولية تضع إطاراً شاملاً لمبادئ توجيهية وقواعد عملية لحماية المدنيين في مناطق النزاعات المسلحة، بهدف تعزيز مفاهيم الحماية الإنسانية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وترسيخ مبدأ المسؤولية المشتركة في حماية المدنيين.
كما سيُعزز الإعلان التنسيق بين الأطراف الفاعلة في مهمة حفظ السلام ، وسيكرّس دور القوات المسلحة كحارس لحقوق الإنسان الأساسية في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
مواضيع محورية تناقش على مدى يومين
يشمل برنامج المؤتمر ندوات فكرية ومحاضرات علمية وحلقات نقاش متخصصة وتحليل لتجارب واقعية في حماية المدنيين ومناقشة آليات تطوير التعاون الدولي في هذا المجال
وسيركز النقاش على مدى تقدم الآليات الحالية لحماية المدنيين، وتقوية الأطر القانونية ذات الصلة، وتعزيز العلاقات الدولية لدعم مهمات حفظ السلام.
مشاركة واسعة من الوزارات والهيئات الوطنية
تشترك في أعمال المؤتمر إطارات عسكرية ومدنية سامية من وزارة الدفاع الوطني ، إضافة إلى ممثلين عن وزارات الخارجية، الداخلية، الثقافة، السياحة، المالية والنقل ، مما يعكس البعد الوطني الموسع لهذا الحدث الهام.