العدوان الصهيوني على غزة: الاحتلال يقوم بهندسة الفوضى في القطاع منذ بداية عدوانه

قال منسق شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة,
أمجد الشوا, أن الاحتلال الصهيوني يقوم بـ"هندسة الفوضى" في القطاع منذ بداية
عدوانه, عبر استهداف منظومة سيادة القانون, بما في ذلك الشرطة المدنية والجهات
المسؤولة عن تأمين وصول المساعدات,حسب ما نقلته مصادر إعلامية, اليوم
الأربعاء.
وأوضح الشوا في تصريح للصحافة أن هذا الاستهداف أفسح المجال أمام مستعمرين
يعملون تحت حماية الاحتلال لمهاجمة قوافل الإغاثة, مصادرتها والسيطرة عليها,
ثم بيعها في الأسواق بأسعار باهظة وهي ظاهرة استمرت طوال فترة العدوان وتفاقمت
خلال الأسبوعين الأخيرين.
وأضاف أن الاحتلال يفرض مسارات إجبارية لشاحنات المساعدات, ما يتيح اعتراضها
من قبل هؤلاء المتنفذين, مشيرا إلى أن المساعدات الغذائية لم تصل إلى مستحقيها
حتى الآن, باستثناء بعض الإمدادات الطبية التي أودعت في مخازن منظمة الصحة
العالمية.
ووصف الشوا هذه الممارسات بأنها مؤشرات خطيرة على استخدام الاحتلال للمساعدات
كسلاح ضد المدنيين, ما أدى إلى تفاقم أزمة التجويع.
وأشاد بالجهود العربية والدولية التي تقوم بعمليات إنزال جوي, لكنه أوضح أن
مساحة قطاع غزة الفعلية تقلصت إلى نحو 12 بالمئة من مساحته الأصلية (حوالي 45
كيلومترا مربعا), في حين نزح نحو 94 بالمئة من السكان, أي ما يقارب 2.2 مليون
نسمة, إلى هذه المساحة الضيقة بمعدل يزيد على 48 ألف نسمة في الكيلومتر المربع
الواحد.
وأشار إلى أن عمليات الإنزال الجوي تتم في مناطق مكتظة, ما يتسبب أحيانا في
وقوع إصابات وضحايا, فضلا عن أن كميات المساعدات المسقطة جوا ضئيلة جدا مقارنة
بما يمكن إدخاله عبر المعابر البرية وتكلفتها مرتفعة مما يجعلها حلا مؤقتا لا
يلبي الاحتياجات.
ودعا الشوا إلى ممارسة ضغط دولي لفتح المعابر بشكل كامل وضمان تدفق نحو ألف
شاحنة مساعدات يوميا لوقف التدهور الإنساني, مقترحا أن تتم عمليات الإنزال
الجوي بالتنسيق مع الأمم المتحدة لتحديد مناطق آمنة وتوزيع المساعدات عبر
وكالاتها وشركائها لضمان وصولها للمحتاجين.