العدوان الصهيوني: جيش الاحتلال يصعد قتل المدنيين الفلسطينيين في المنطقة الإنسانية المزعومة في غزة

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان, اليوم
الأربعاء, عن تصعيد استهداف جيش الاحتلال الصهيوني النازحين في منطقة المواصي
جنوبي غزة, وتحويله لما يسمى "المنطقة الإنسانية" إلى مصيدة موت في
إطار سياسة منهجية تقوم على نفي الأمان عن أي مكان يتواجد فيه الفلسطينيون,
وتحويل كل ملاذ إلى هدف ضمن حملة الإبادة الجماعية الهادفة إلى القضاء على
سكان القطاع.
وذكر المرصد, في بيان, أن جيش الاحتلال يطلق النار بشكل مباشر على النازحين
داخل خيامهم في منطقة "المواصي", ما يخلف قتلى وجرحى في جريمة تتكرر بشكل يومي
تقريبا دون وجود أي ضرورة عسكرية أو أمنية, فضلا عن استهدافه خيام النازحين في
المنطقة بواسطة نيران دقيقة من القناصة, وأخرى عشوائية من الطائرات المسيرة
والآليات العسكرية القريبة من المنطقة, إلى جانب غارات جوية وقصف مدفعي متكرر,
ويزعم في ذات الوقت أنها منطقة إنسانية, ويأمر أكثر من مليون شخص من السكان
بالنزوح إليها.
وأكد أن فريقه الميداني وثق خلال الأيام الماضية حوادث متكررة لاستهداف خيام
النازحين بشكل مباشر في المنطقة, ما أسفر عن قتل عشرات المدنيين وإصابة آخرين
بجروح متفاوتة, فضلا عن تدمير خيامهم وما تبقى من مقتنياتهم الشخصية التي تمثل
الملاذ الأخير لهم, منوها إلى متابعته العديد من المقاطع المصورة التي نشرها
عناصر من جيش الاحتلال وهم يطلقون النار على الفلسطينيين في خيام النزوح بدافع
التسلية أو المراهنة فيما بينهم على التصويب, بما يكشف أن إطلاق النار لا يتم
لهدف محدد أو بدافع ضرورة أمنية أو عسكرية, بل في إطار نهج متعمد يسعى إلى
إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في أرواح المدنيين وممتلكاتهم, وتجريدهم من أي
شعور بالأمان.
ولفت إلى توثيقه إلى جانب إطلاق النار عشرات الحوادث التي تعرضت فيها خيام
النازحين للقصف الجوي والمدفعي من الزوارق أو الدبابات, معتبرا استهداف
المدنيين داخل ما يسمى "المناطق الإنسانية" سياسة متعمدة تقوم على إلغاء مفهوم
الحماية من أساسه, وتحويل الأماكن التي يفترض أن تكون ملاذا آمنا إلى ساحات
قنص وقصف يواجه فيها النازحون خطر القتل المباشر أو الموت البطيء بالجوع
والمرض وانهيار النظام الصحي.
وحذر الاحتلال من استخدم النزوح كسلاح مزدوج, مشيرا إلى عيش آلاف العائلات
النازحة إلى المواصي في ظروف إنسانية قاسية للغاية, تفتقر إلى أبسط مقومات
الحياة, في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية, ما يفاقم
المخاطر الصحية ويجعل السكان عرضة للأوبئة والأمراض المعدية, بينما يضطر كثير
منهم للعيش في خيام مهترئة أو في العراء دون حماية من الحر أو البرد أو
الأمطار, وسط تفاقم معاناة الأطفال والنساء وكبار السن بسبب غياب الرعاية
الطبية والخدمات الأساسية بسبب الاكتظاظ الشديد وغياب شبكات الصرف الصحي, ما
يحول المنطقة إلى بيئة غير صالحة للعيش ويهدد حياة الآلاف بالموت البطيء.
وشدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على أن استمرار هذه السياسة يكشف نية
الاحتلال في إخضاع سكان غزة لواحد من خيارين لا ثالث لهما: إما الموت السريع
عبر القصف والاستهداف المباشر, أو الموت البطيء بفعل التجويع المتعمد, أو
وحرمانهم من مقومات الحياة الأساسية, وهي أفعال تشكل جريمة إبادة جماعية وفق
القانون الدولي وتعكس توجها منظما لفرض ظروف معيشية تهدف إلى إهلاك السكان
الفلسطينيين كليا أو جزئيا.





18° - 25°
