تونس تتقدّم نحو إدارة مستدامة وناجعة للحمأة: ورشة وطنية لمناقشة سبل مزيد تثمينها في المجال الفلاحي

أمام الارتفاع المتواصل في كميات الحمأة المنتجة من محطات التطهير، تكثّف بلادنا جهودها من أجل إدارة مستدامة لمواردها المائيّة وتطوير فلاحة أكثر مرونة وقدرة على الصمود، وفي هذا الاطار، افتتح يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، السّيد حمّادي الحبيّب كاتب الدّولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري المكلّف بالمياه، أشغال الورشة الوطنيّة المتعلّقة بالمصادقة على الدّراسة المنجزة حول إدارة وتثمين الحمأة المنتجة من محطّات التّطهير في المجال الفلاحي التّي نظّمتها وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري بالتّعاون مع منظّمة الأمم المتّحدة للأغذية والزّراعة (الفاو) بالتنسيق مع الدّيوان الوطني للتّطهير.

وحضر الافتتاح عدد من المسؤولين والخبراء، من بينهم السيد محمد الهادي سيدات من مكتب الفاو بتونس والسيد عزالدّين شلغاف، المدير العام للإنتاج الفلاحي والسيد مصباح عباسة المدير العام للتنمية المستدامة.

وفي كلمته الافتتاحية، أكّد السّيد كاتب الدّولة على أهميّة هذه الورشة التي تمثّل محطّة هامّة ضمن التوجّهات الرامية إلى تحسين إدارة الموارد المائية وتعزيز الاستدامة في القطاع الفلاحي، مؤكداً أنّ هذه المبادرة تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنيّة للتّصرّف المستدام في الموارد المائيّة.

كما أشار إلى أنّ الحمأة المنتجة من محطّات التّطهير تمثّل مورداً ذو قيمة عالية يمكن استغلالها بطرق آمنة وفعّالة لتحسين خصوبة التّربة والحدّ من الاعتماد على الأسمدة الكيميائيّة، وهو ما يساهم في دعم الاقتصاد الدّائري وتعزيز الزّراعة المستدامة في تونس.

كما شدّد على أنّ عمليات التّثمين يجب أن تراعي المعايير الصّحيّة والبيئية لضمان سلامة التّربة والمياه، مبرزاً أهمية الدّراسة التّي أعدّتها الفاو لما تضمنّته من تحليل شامل للإطار التّشريعي والممارسات الحاليّة وآفاق التّطوير المستقبليّة في المجال الفلاحي مع ضبط الأولويّات في مجال البحث العلمي التطبيقي.

وأكد السّيد كاتب الدولة أنّ هذه الورشة تمثّل فرصة لتعميق الحوار بين مختلف الأطراف الفاعلة من أجل بلورة مشاريع مستقبليّة عمليّة وقابلة للتّنفيذ، معبّرا عن ثقته في أن النقاشات والتوصيات ستساهم في تحويل تحدي إدارة الحمأة إلى فرصة حقيقيّة للتّنمية المستدامة في البلاد.

وفي الختام، جدّد السيّد كاتب الدولة التزام وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري بالتعاون مع كلّ الأطراف المتدخلّة بمواصلة دعم المبادرات الرامية إلى تعزيز الاستدامة والابتكار والحَوكمة الرشيدة في مجالي الماء والبيئة، متمنياً النجاح لأشغال الورشة ولكافة المشاركين فيها.