أيّام التكنولوجيا بتونس: لقاءات مهنية ثنائية لتنمية المؤسسات الناشئة في المتوسط بتوظيف الذكاء الاصطناعي

تباحث أكثر من مائة فاعل اقتصادي تونسي وعربي وأجنبي موضوع الذكاء الاصطناعي، بمشاركة ممثلي الشبكات التكنولوجية والمؤسسات الناشئة، الخميس، في إطار تظاهرة أيام التكنولوجيا بتونس، التي تنتظم ببادرة من منظمة كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية "كونكت"، بالشراكة مع شبكة أنيما للاستثمار، والمشروع الأورو-متوسطي omed Clusters Forward""، حول محمور "بناء الصمود الرقمي الأورومتوسطي".
وأكّد أصلان بن رجب، رئيس كونكت، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، ان تونس تحتضن هذه التظاهرة المتوسطية بعد مالطا، ومراكش، وفرانكفورت، وبيروت والقاهرة وتجمع الفاعلين الاقتصاديين من أجل التشبيك والبحث عن دعم الاستثمار والتمويل ضمن مقاربة تشاركية بين مختلف الاطراف ذات العلاقة وذلك لتطوير عمل المجامع الاقتصادية أو ما يعرف في عالم المال والأعمال ب"العناقيد الاقتصادية ".
وتقوم هذه "العناقيد الاقتصادية "على تجميع كافة المؤسسات الناشطة في قطاع ما، مثل صناعة السيارات، وربط مكوناتها في فضاء واحد مع قرب مؤسسات التعليم العالي والتكوين المهني من المنطقة الاقتصادية، حتى تكون حلقات التصنيع والابتكار والتجدبد متشابكة ومتقاربة. وهذا ما ييسر التشبيك لتسهيل التمويل والاستثمار وترويج المنتوج داخليا وخارجيا.
وتقوم هذه العناقيد الاقتصادية على دفع استخدام الذكاء الاصطناعي وحسن توظيفه لتسريع نسق الانتاج ودفع المردودية في عدة قطاعات.
وتمثّل التظاهرة فرصة لإبراز مكانة تونس كوجهة رقمية تنافسية ومركز إقليمي للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي مع تنظيم لقاءات ثنائية بين أصحاب المؤسسات الاقتصادية التونسية ونظرائهم من المنطقة المتوسطية على مدار هذا اليوم.
ومن جهته أوضح أمانويل نوتاري، المندوب العام لشبكة "أنيما للاستثمار"، ل(وات)، ان تونس تمثل قطبا اقتصاديا له وزنه في المنطقة المتوسطية بالنظر الى كفاءة مهندسيه من خريجي الجامعات المختصة في الاعلامية وتكنولوجيات الاتصال والذكاء الاصطناعي كوسيلة لتنمية المؤسسات الاقتصادية الناشئة وتطوير آدائها وهذا ما تسعى إليه شبكة "أنيما للاستثمار"والتي تجمع أكثر من 70 مؤسسة ومنظمة اقتصادية من عشرين بلدا متوسطيا.
واضاف المندوب العام للشبكة انها تدعم الاستقلالية وتحقيق السيادة الاقتصادية والتنموية للمنطقة المتوسطية بالنظر الى منافسة الصين والولايات المتحدة الامريكية واستشهد بنجاح الباعث الشاب، كريم بقير، عبر مؤسسته الناشئة، في حسن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة. وقال ان بقير يمثل نموذج يشجع شباب المتوسط من المهندسين للبحث عن حلول تكنولوجية ورقمية في مجالات أخرى.
وفي السياق ذاته أوضح أمين السلامي، المدير التنفيذي للجمعية التونسية المهنية للميكاترونيك، أن التطور الرقمي فتح افاقا جديدة للصناعة عامة، ومنها صناعة السيّارات ومكوّناتها، وفي اختصاصات اثبت فيها المهندسون التونسيون الكفاءة العالية في الهندسة الكهربائية والكهروميكانيك، وغيرها. مع دعم اهتمام أصحاب المؤسسات الناشئة بالجانب البيئي والحد من انبعاث الغازات.
وفي حواره مع أصحاب المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين ومهندسي الذكاء الاصطناعي أوضح بوبكر السيالة، المدير العام للمؤسسة الناشئة "راحة موتورز"، المختصة في صناعة السيارات الكهربائية، ان الحلول العملية للذكاء الاصطناعي يقدمها المهندسون والتقنيون ويستفيد منها سواق السيارات وسيقع توظيفها في المصنع الجديد لمؤسسته بقلعة الاندلس.
واضاف السيالة أن الذكاء الاصطناعي سيمكن من التثبت من سلامة سلسلة القيمة الإنتاجية وتسريع نسقها وتامين مراقبة جودة السيارات الكهربائية المنتجة وذلك في المصنع، الذّي يدخل حيز الانتاج سنة 2026.
وسيمكن من انتاج 8 الاف سيارة كهربائية، 80 بالمائة منها سيوجه نحو التصدير. ونفى أن يحد الذكاء الاصطناعي من انتداب العمال، وأن التحول الرقمي سيدعم انتاجيتهم. وأكّد أن مصنع قلعة الاندلس سيوفر 500 فرصة عمل للمهندسين والاطارات.




15° - 22°









