تدشين وحدة تصفية الدم بطبربة، ودعم المستشفى المحلي بوحدة متنقلة للإسعاف وتجهيزات متطورة مرتبطة بشبكة المستشفى الرقمي

أفاد وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، اليوم الجمعة بمدينة طبربة من ولاية منوبة، أن المستشفى المحلي بطبربة يتوفر على جميع مقومات المؤسسة الصحية الجهوية، معلناً أنه سيتم تغيير صبغته كما هو مبرمج إلى مستشفى جهوي، وذلك بعد تدعيمه بقاعة للعمليات وتحسين مداخيله الخاصة، باعتبار أنه يحظى في صبغته الحالية بميزانية خاصة من الوزارة.

وأكد الفرجاني، في تصريح لصحفية مكتب وات بمنوبة خلال إشرافه على موكب تدشين وحدة تصفية الدم بطبربة، أن المستشفى المحلي بطبربة يُعدّ أول مستشفى محلي على المستوى الوطني يتم تنويع خدماته وتطويرها من خلال تركيز وحدة لتصفية الدم، وتدعيمه بوحدة متنقلة للإسعاف والإنعاش، وتجهيزه بآلة تصوير الأسنان "البانورامي"، وآلة مفراس للتصوير الطبي، وجهاز الماموغرافي للفحص الإشعاعي للثدي، إضافة إلى رقمنة خدمات التصوير والربط بشبكة المستشفى الرقمي التابعة لوزارة الصحة.

وأضاف أن النقلة النوعية في البنية والتجهيزات جعلت من المستشفى مؤسسة نموذجية، من شأنها المساهمة في تقريب الخدمات الصحية للمواطنين، في إطار رؤية رئيس الجمهورية التي تعتبر الرعاية الصحية حقاً دستورياً وتسعى إلى إعادة بناء نظام الرعاية الصحية.

واعتبر الفرجاني أن تطوير التجهيزات الطبية ورقمنة الخدمات سيسهم في تسريع التشخيص الطبي، والارتقاء بالمنظومة الصحية المحلية عبر تقنيات الطب عن بُعد والذكاء الاصطناعي والربط بالمستشفى الرقمي، بما يتيح القراءة الفورية للصور والتشخيص عن بُعد على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. كما سيُسهم ذلك في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وتحقيق العدالة الصحية كجزء لا يتجزأ من العدالة الاجتماعية.

وقد تولّى الوزير، الذي كان مرفوقا بوالي منوبة محمود شعيب، تدشين وحدة تصفية الدم الجديدة بطبربة، والبالغة كلفتها 2 مليون دينار، وهي الثانية من نوعها في الجهة. وتبلغ طاقة استيعاب الوحدة 10 أسرة متحركة مزودة بآلية للتحريك والرفع، وتشمل مكوّناتها قاعة للتصفية، وقاعتي مراقبة ومتابعة، وقاعة لتسجيل المرضى، وصيدلية، وقاعة لتخزين المياه، إضافة إلى مكاتب مخصصة للإطار الطبي وشبه الطبي.

كما أعطى إشارة انطلاق الوحدة المتنقلة للإسعاف والإنعاش، وهي سيارة إسعاف مجهزة بآلات الإنعاش وأدوات مراقبة العلامات الحيوية، وأجهزة التنفس الصناعي، وكافة مستلزمات الطوارئ اللازمة للتعامل مع الحالات الاستعجالية. وستوفر هذه الوحدة خدمات الإسعاف السريع والرعاية العاجلة قبل الوصول إلى المستشفى، بما يعزز خدمات قسم الاستعجالي بالمستشفى، الذي يستقبل 240 مريضًا على مدى 24 ساعة. وقد بلغ عدد الوافدين عليه خلال السنة الحالية وإلى غاية أكتوبر المنقضي نحو 79 ألف مريض، تم نقل أكثر من 6 آلاف منهم إلى مستشفيات بالعاصمة، وفق معطيات القسم المقدّمة.

واطلع الوزير، بالمناسبة، على آلة المفراس للتصوير الطبي، وجهاز الماموغرافي للفحص الإشعاعي للثدي، التي دُعم بها المستشفى المحلي بطبربة، والفضاءات التي تمت تهيئتها لاستقبال هذه التجهيزات بكلفة 1 مليون دينار. وتم التأكيد على أن توفير آلة "الماموغراف" يُعدّ الأول من نوعه على مستوى الجهة، وهو مكسب مهم للصحة النسائية، من شأنه تقريب الخدمات التشخيصية، وضمان جودة المتابعة الطبية، وتعزيز برامج الوقاية من الأمراض السرطانية وتحسين فرص العلاج.

كما عاين الوزير بمعتمديتي البطان ودوار هيشر، تقدم أشغال تهيئة مركزي الرعاية الصحية ببرج التومي وبحي النسيم، وتغيير تصنيفهما من صنف 2 إلى صنف 4 (يعملان بنظام 6/6 أيام)، وذلك في إطار التوجيهات الرئاسية الرامية إلى تدعيم الخطّ الأول الصحي وتقريب الخدمات الصحية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وأكّد أن نسبة تقدم الأشغال تتراوح بين 70 و80 بالمائة في المؤسستين، بعد برمجتهما بكلفة تتجاوز 2.8 مليون دينار، على أن تكونا جاهزتين للاستغلال مع بداية السنة القادمة.

كما أكد الحرص على تدعيم الخدمات الصحية وتنويع الاختصاصات، مع دعم الموارد البشرية التي تشهد نقصًا، حيث تم انتداب أكثر من 2500 إطار طبي وشبه طبي جديد سنة 2024، وأكثر من 3500 خلال السنة الحالية، وسيتم تعزيزهم سنة 2026 بما يزيد عن 4000 إطار إضافي. كما يتم تكوين مئات أطباء العائلة في طبّ الاختصاص لتشجيعهم على الالتحاق بالخطوط الأمامية، أي المستشفيات المحلية والمراكز الصحية الأساسية، إلى جانب العمل على تطوير آليات التحفيز للعمل بعد الظهر لتخفيف الضغط عن مؤسسات الخط الثاني والثالث.

ويُذكر أن الجهة تتوفر على مركز لتصفية الدم بمنوبة، أُحدث منذ سنة 2009 بطاقة استيعاب قدرها 13 سريرًا، وقد تم خلال السنة الحالية تجديد أسِرّته ونظام التبريد وتركيب مولّد كهربائي جديد.