وزيرة الثقافة تشرف على افتتاح ورشة العمل الإقليمية للدول العربية

أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية السيدة أمينة الصرارفي، صباح الاثنين 8 ديسمبر 2025، على افتتاح ورشة العمل الإقليمية للدول العربية حول معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي الإعاقات في قراءة المطبوعات.
وقد حضر هذا الافتتاح مسؤول إدارة البرامج بأمانة اتحاد الكتب الميسّرة (ABC) التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، إلى جانب عدد من الخبراء والمختصين من تونس ومن مختلف الدول العربية.
وتنتظم هذه الورشة، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية الأربعاء 10 ديسمبر 2025، بالشراكة بين المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) والمؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بهدف تعزيز الجهود الإقليمية الرامية إلى تطبيق معاهدة مراكش وتطوير الآليات العملية التي تضمن النفاذ العادل إلى المعرفة لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت وزيرة الشؤون الثقافية أن تونس اعتمدت خطة عمل رائدة تشكّل نقلة نوعية في قطاع الأدب والفنون، من خلال التفعيل العملي لمعاهدة مراكش التي تم اعتمادها سنة 2013 بمدينة مراكش وانضمت إليها تونس رسميًا سنة 2016.
وأشارت السيدة الوزيرة إلى أنّ الوزارة تولي أهمية كبرى لإتاحة المصنفات المنشورة لذوي الإعاقة البصرية، عبر جملة من المشاريع أبرزها، تجهيز المكتبات العمومية بالمستلزمات الداعمة للمكفوفين وبعث مشروع “حقيبة المعرفة” باعتباره مبادرة مبتكرة في المجال، فضلا عن إحداث أقسام مختصّة بالمعاهد العمومية للموسيقى موجّهة للأطفال فاقدي البصر.
كما أكدت السيدة الوزيرة العمل المشترك مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة من أجل وضع آليات فعّالة لنسخ الكتب في صيغ صوتية وميسّرة، مع ضمان حماية حقوق المؤلف ومنع أي استعمال غير قانوني للمحتوى.
وإثر الكلمات الافتتاحية، انتظمت الجلسة الأولى التي تناولت عرضًا شاملًا للإطار القانوني الدولي لحق المؤلف والأحكام الموضوعية لمعاهدة مراكش. كما تم خلال هذه الجلسة تقديم عرض حول النهج الوطنية للانضمام إلى المعاهدة وتنفيذها، قبل المرور إلى “العيادات الوطنية” بين وفدي الجزائر والبحرين، وهي جلسات تشاورية تجمع بين ممثلي الويبو والخبراء الوطنيين وجمعيات المكفوفين واتحاد الكتب الميسّرة بهدف مناقشة الصعوبات والحلول المتاحة لكل بلد.
وعلى امتداد ثلاثة أيام، تتناول الورشة الإقليمية جملة من المحاور المتكاملة التي تمكّن المشاركين من التعمق في مختلف الجوانب المرتبطة بتفعيل معاهدة مراكش. وتشمل هذه الجلسات عرضًا تفصيليًا لكيفية تنفيذ أهداف المعاهدة على المستوى العملي، من خلال استعراض التجارب الوطنية، وتقديم حلول عملية من شأنها تطوير منظومات تحويل ونشر المصنفات في صيغ ميسّرة. كما تُطرح خلال الورشة مسألة إنتاج الأنساق البديلة، على غرار مكبرات البرايل والكتب الصوتية والملفات النصية، مع التركيز على المعايير التقنية المعتمدة دوليًا في هذا المجال.
وتتضمن الجلسات أيضًا نقاشًا حول دور المكتبات العمومية والوطنية في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، من خلال تكييف خدماتها وتوفير تجهيزات دعم القراءة. كما يتم خلال الورشة تقديم عروض مخصصة لأجهزة القراءة الحديثة الموجهة للمكفوفين ولذوي الإعاقات التي تعيق قراءة المطبوعات، بما في ذلك الأجهزة الرقمية والتقنيات المساعدة المعتمدة عالميًا.
ويكتسب موضوع الذكاء الاصطناعي مكانة بارزة ضمن برنامج الورشة، من خلال إبراز دوره في تطوير أدوات جديدة لإنتاج الكتب الميسّرة وفي إتاحة محتويات ثقافية بصورة أكثر سرعة وفاعلية، فيما وتُختتم المحاور بمناقشة سبل بناء شبكات تعاون للتبادل عبر الحدود، بما يسمح بتداول المصنفات الميسّرة بين الدول العربية ضمن إطار قانوني آمن وفعّال.
وتهدف هذه الورشة إلى تعزيز الوعي الإقليمي بأهمية ضمان النفاذ المتساوي إلى الأعمال المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو ذوي الإعاقات في قراءة المطبوعات، مع التعمق في فهم خصوصيات السياق العربي وما يطرحه من تحديات واقعية.
كما تسعى إلى تطوير قدرات المشاركين في استغلال الموارد الدولية المتاحة، وخاصة خدمة الكتب العالمية لاتحاد الكتب الميسّرة، وذلك من خلال الاطلاع على الشبكات والآليات التقنية التي يوفرها هذا الإطار العالمي. وإلى جانب ذلك، تمثل الورشة فضاءً لتبادل التجارب والممارسات الجيدة بين ممثلي سلطات حق المؤلف والمنظمات والجمعيات الناشطة في هذا المجال، بما يفتح المجال أمام صياغة رؤية مشتركة وتطوير سياسات أكثر نجاعة لضمان الإتاحة الشاملة للمحتوى الثقافي والمعرفي.




15° - 21°







