الشروع في إعداد منصّة وطنيّة معرفيّة وتحليليّة في مجال الشيخوخة النشيطة

أعلنت السيّدة أسماء الجابري وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ يوم الاثنين 15 ديسمبر 2025 لدى افتتاح اليوم الدّراسي حول " قراءة معمّقة في إحصائيات كبار السنّ من منظور متعدّد: دعامة لتفعيل الاستراتيجيّة الوطنية متعدّدة القطاعات لكبار السنّ في أفق 2030" أنّ الوزارة ستشرع في إعداد منصّة وطنيّة معرفيّة وتحليليّة في مجال الشيخوخة النشيطة تكون فضاء تفاعليّا يجمع بين الباحثين والخبراء وصانعي القرار والهياكل العموميّة والمنظمات والجمعيّات الشريكة.
وأضافت أن هذه المنصّة خيار يعبّر عن رؤية استراتيجيّة تؤسّس لحوكمة جديدة لقطاع كبار السنّ مبنيّة على المعرفة والتشخيص العلمي والمتابعة والتقييم وسيكون الهدف منها تجميع البيانات الاحصائيّة والميدانيّة ذات الصلة بكبار السنّ وتطوير مؤشرات المتابعة والتقييم ودعم اتخاذ القرار المبني على المنهجيّة العلميّة إلى جانب تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخّلين وتوجيه الاستثمار نحو البرامج الأكثر فاعليّة في مجال الرعاية الاجتماعيّة والاقتصاديّة والصحيّة لكبار السنّ.
وأكّدت الوزيرة أن المقاربة الوطنيّة لواقع كبار السنّ هي مقاربة شموليّة متعدّدة الاختصاصات تنظر الى كبير السنّ باعتباره فاعلا في المجتمع لما يملكه من رصيد كبير من الخبرة والمعرفة وتؤسّس لتطوير سياسات أكثر نجاعة وجودة وفاعليّة وتضمن الحقوق التي يكفلها الدستور لهذه الفئة التي تحظى بمكانة خاصة في مجتمعنا وفي توجهات الأستاذ قيس سعيد رئيس الجمهورية التي تكرّس الدور الاجتماعي للدولة.
وأضافت أن بلادنا تشهد تحولات ديمغرافيّة عميقة أكّدتها النتائج الأخيرة للتعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024، حيث ارتفعت نسبة كبار السنّ من 14.2% سنة 2021 إلى حوالي 16.8% من مجموع السكان حاليًا، ومن المنتظر أن تتجاوز 17% في أفق سنة 2029. كما ارتفع معدّل أمل الحياة عند الولادة من 51.1 سنة 1966 إلى 76.9 سنة 2022، ومن المتوقّع أن يبلغ 80 سنة في أفق 2034، مبيّنة أن هذه المؤشّرات تدعو الجميع إلى مضاعفة الجهود لمواكبة التحدّيات المطروحة والاستثمار في هذه الفئة سواء من خلال تطوير الخدمات الموجّهة لفائدتهم وتجويدها أو من خلال تشجيع المبادرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة لدعم وضمان شيخوخة نشيطة وحياة كريمة لكبار السنّ إلى جانب الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم المتراكمة وتوظيفها في خدمة المجتمع.
ومن جانبها أكّدت السيّدة ريم فيّالة مديرة مكتب صندوق الأمم المتّحدة بتونس التزام الصندوق بمواصلة دعم جهود تونس في مجال الإحاطة الشاملة بالمسنّين، مبيّنة أن وزارة الأسرة كانت سبّاقة لوضع استراتيجية وطنيّة متعدّدة القطاعات لكبار السنّ في ظلّ واقع التشيّخ التدريجي للتركيبة السكّانية بتونس، معربة عن يقينها بأن المنصّة الاحصائيّة التي أعلنت السيّدة الوزيرة عن الانطلاق في إعدادها هي مبادرة استشرافية ستتيح آفاقا أرحب من العمل لفائدة هذه الفئة بالتركيز على تحقيق الشيخوخة النشيطة ودعم الاستثمار الموجّه والفعّال لخدمات الرعاية.
وبيّنت السيّدة هدى بوهلال المديرة المركزيّة بالمعهد الوطني للإحصاء أن المعهد يحرص على توفير المعطيات الاحصائيّة الرسميّة في مجال كبار السنّ لتكون سندا فعليّا وحقيقيّا يساعد على تشخيص الظواهر ورسم السياسات العموميّة ووضع المخطّطات والبرامج في رؤية وطنيّة شاملة وواضحة ومستدامة.
وتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحّدة للسكان عدّة جلسات علميّة تناولت المجتمع التونسي في ضوء التعداد العام للسكان والسكنى من خلال قراءة سوسيولوجية أمّنها الأستاذ الجامعي منجي الزيدي حول "تحوّلات مفهوم السنّ ودورة الحياة" تلتها ثلاث مداخلات للسيّدات عربية الفرشيشي وجميلة خلولي ونبيهة الكسيكسي الإطارات بالمعهد الوطني للإحصاء حول التركيبة الديمغرافيّة والحماية الاجتماعية وإحصائيّات كبار السنّ.
وخصصت الجلسة الثالثة لتناول موضوع كبار السنّ من منظور ديمغرافي وتضمنت عرضا للباحثة في الديمغرافيا السيّدة أميرة العبيدي حول تأثير التكفّل بكبار السنّ المصابين بالزهايمر ومداخلة للسيدة خلود القصداوي، باحثة في الديمغرافيا، حول تأثير الأزمة الصحيّة لكوفيد 19 والحجر الصحّي على المقيمين في مراكز إيواء المسنين بتونس، قبل الاستماع لعرض للأستاذ علي بن زينة من جامعة تونس 1 حول الجوانب الديمغرافيّة للتهرم السكّاني في تونس.
شارك:




15° - 20°







