وزير الفلاحة يدعو الى مزيد تضافر الجهود للمحافظة على صحة الحيوان والانسان.

أشرف صباح اليوم الخميس 17 -04- 2025، عزالدّين بن الشّيخ وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري على ورشة عمل خصّصت لتقديم ومناقشة الاستراتيجيّة الوطنيّة للصّحة الحيوانيّة بتونس، بحضور ثلّة من الخبراء الأجانب من الاتّحاد الاوروبي والسّادة المديرين العامين بالإدارات المركزيّة والمندوبين الجهويين بوزارة الفلاحة وممثلين عن وزارات الدّفاع والماليّة والصّحة والبيئة.

وفي كلمة الافتتاح، أكّد الوزير أنّ اقتصاد بلادنا يعتمد على القطاع الفلاحي، الذّي يلعب دورا اجتماعيا واقتصاديا هاما، حيث يمثل قطاع تربية الماشية نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي الفلاحي، أي ما يعادل 5% من النّاتج المحلّي الإجمالي، وأنّ هذا القطاع يساهم في خلق فرص العمل وتوليد الدّخل في المناطق الرّيفيّة، مبرزا أنّ تطوير هذا القطاع يعدّ أولويّة وطنيّة، وفي هذا الإطار دعا المصالح البيطريّة الى مزيد تعزيز دورها في النّهوض بالقطاع والارتقاء به إلى المتطلبات التّي حدّدتها المنظّمة العالميّة للصحّة الحيوانيّة والمنصوص عليها في المعايير الدّوليّة.

وأبرز الوزير أنّ صحّة الإنسان والأمن الغذائي، فضلاً عن إنتاج الثّروة الحيوانيّة والتّجارة فيها، تتأثر بشدّة بالأمراض الحيوانيّة، وأنّ بعض الأمراض الحيوانيّة قابل للانتقال إلى البشر ولها تأثيرا اجتماعيا واقتصاديا كبيرا، مبيّنا أنّ أكثر من 60% من الأمراض الحيوانيّة هي أمراض حيوانيّة المنشأ (قابلة للانتقال إلى البشر)، وهو ما يعزّز الارتباط بين صحّة الحيوان وصحّة الإنسان، مشدّدا على أنّه يجب أن تكون دائمًا موضع اهتمام مشترك ومستدام.

وفي هذا السّياق، أكّد أنّ الدّولة التّونسيّة في السّنوات الأخيرة، التزمت بدعم صحّة الحيوان من خلال دعم البرامج الرّامية إلى مكافحة الأمراض الحيوانيّة ذات الأولويّة. وأنّه رغم الجهود المبذولة، فإن الوضع الصحي الحيواني يظل مثيرا للقلق ويتطلّب مراجعة السّياسات والأطر القانونيّة المتعلّقة بالصحّة الحيوانيّة، فضلا عن تعزيز حوكمة المؤسّسات المعنيّة والخدمات البيطريّة بهدف دعم الإصلاحات ومزيد التّحكّم في المخاطر الصحيّة البيطريّة وتعزيز التزامات بلادنا تجاه شركائها الاقتصاديين والفنيين.

وحول الاستراتيجيّة الوطنيّة للصّحة الحيوانيّة بتونس، أكّد السّيد الوزير أنّه تمّ الشّروع في إعداد الاستراتيجية الوطنية للصحة الحيوانية بتونس منذ 18 شهر في إطار مشروع التوأمة بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "تعزيز المنظومة الوطنية للإحاطة البيطرية بالصّحة الحيوانيّة " باعتماد المنهج التّشاركي مع جميع الأطراف المتدخلة في حماية الثّروة الحيوانيّة لضمان السّيادة الغذائيّة بالبلاد التّونسيّة وحماية الصّحة العامّة من خلال التّصدّي للأمراض المشتركة.

كما أبرز أنّ عناصر هذه الاستراتيجية تتمثل في:

- المساهمة في تنظيم منشآت التّربية قصد تحسين الصّحة الحيوانيّة،

- الوقاية من ظهور الأمراض الحيوانيّة ومنع تفشيها باعتماد منهج صحّة واحدة،

- ضمان احترام معايير الرّفق بالحيوان.

كما أضاف أنّه لضمان التّطبيق العملي لهذه الاستراتيجية تم وضع 26 محاور عمل حسب الأولويات الوطنيّة مع تقدير الاعتمادات المستوجبة لمدّة 5 سنوات.