تراجع معدلات الخصوبة في تونس والعالم وتحديات الانجاب عند الشباب محور لقاء بين صحفيين ومنظمات مجتمع مدني

مثل انخفاض معدلات الخصوبة في تونس وما اثارته من ردود أفعال متباينة في المجتمع التونسي والتحديات التي يواجهها الشباب في مسالة الانجاب، محور لقاء انتظم اليوم الجمعة، ببادرة من صندوق  الأمم المتحدة للسكان بتونس.

 وشارك في اللقاء الذي انتظم بباردة من صندوق  الأمم المتحدة للسكان بتونس وصحفيون من أجل حقوق الإنسان ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر، بمناسبة اليوم العالمي للسكان الموافق لـ11 جويلية من كل سنة والذي ينتظم هذه السنة تحت شعار "تمكين الشباب من بناء الأُسر التي ينشدونها في عالم يسوده العدل والأمل" ، عدد من الصحفيين التونسيين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني.

 

  وتناول اللقاء السبل المثلى للتناول الإعلامي لقضايا السكان والحقوق الجنسية والإنجابية من خلال ما ورد في التقرير العالمي حول حالة السكان لسنة 2025 بعنوان " الأزمة الحقيقية للخصوبة".

وقد كشف التقرير أن العوائق الاقتصادية والاجتماعية تبقى من ابرز الصعوبات  التي تحول دون تفكير الشباب في الإنجاب. فقد أبدى 20 بالمائة من الشباب في العالم في سن الإنجاب  على عدم قدرتهم على تحديد عدد الأطفال الذين يرغبون في إنجابهم و39 بالمائة من المستجوبين أكدوا أن العوائق المالية تقف حاجزا أمامهم نظرا لعدم حصولهم على دخل شهري قار أو مسكن.

وتتمثل العوائق الاجتماعية، بالخصوص، في عدم التكافؤ في تقاسم أعباء الرعاية، حيث اعتبر 10 بالمائة من المستجوبين أن عدم كفاية مشاركة الطرف الثاني في الأعمال المنزلية أو رعاية الأطفال أثر على قراراتهم.

كما عبر 19 بالمائة من المستجوبين عن مخاوفهم من إنجاب الأطفال في ظل ما سيشهده المستقبل من تغيرات مناخية وتدهور بيئي وحروب وجوائح.

واعتبرت مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان مكتب تونس، ريم فيالة، أن النتائج التي خلص اليها التقرير تنطبق أيضا على تونس، حيث يرغب التونسيون في إنجاب أكثر من طفل واحد إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية تقف عائقا أمام ذلك.

وأكّدت أنه من المهم الاخذ بعين الاعتبار التوصيات الواردة في التقرير عند صياغة السياسات العامة في تونس، لا سيما تلك التي تدعو إلى تجاوز التركيز المفرط على الأهداف العددية للخصوبة، والاتجاه بدلاً من ذلك نحو تمكين الأفراد من تحقيق تطلعاتهم الإنجابية بكل حرية ووعي.

وأشارت إلى ضرورة اعتماد الدولة على سياسات تركز على الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية من بينها إدراج التوعية بالخصوبة في برامج التربية الجنسية ومكافحة المعلومات المضللة حول الصحة الجنسية والإنجابية وإشراك جميع الفئات السكانية في صياغة السياسات.

وقالت فيالة أن المكتب يطمح مع شركائه إلى إنجاز تقرير مشابه يتعلق بالخصوبة في تونس والتحديات التي يواجهها الشباب في الإنجاب.

من جهته، أشار المختص في الديموغرافيا، حافظ شقير،  أن تونس تشهد توجهاً واضحا نحو التهرم السكاني، حيث بلغ معدل الخصوبة 1.6 في سنة 2023. وفسر هذا التراجع إلى جملة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن تنامي النزعة الفردانية لدى المواطنين، وتركيزهم المتزايد على المستقبل المهني وتحقيق الاستقلالية الشخصية، على حساب الارتباط وتكوين الأسرة.

وبين أن هذا المؤشر الديمغرافي لا يعني أن نتخلى عن سياسات التنظيم العائلي وتوفير وسائل منع الحمل، فالإنجاب يبقى حرية شخصية وتمكين المواطنين من الولوج إلى الحقوق الجنسية والإنجابية ضروري لتحقيق الرفاه وضمان تباعد الولادات وتأمين حياة الأمهات.

وأكدت مديرة مركز "كوثر"، اعتدال المجبري، أن التناول الصحفي لمسائل تُعنى بالصحة الجنسية والإنجابية والسكان يبقى ضعيفا ، مشيرة إلى أن آخر دراسة أنجزها المركز حول التعاطي الإعلامي لقضايا السكان والتنمية في تونس أثبتت أن التناول الإعلامي لمثل هذه القضايا يبقى مناسبتيا ويأخذ طابعا إخباريا.

كما يفضل الصحفيون المواضيع السياسية أو الاقتصادية أو تلك المثيرة التي تجذب القراء وتزيد من نسبة المشاهدة والاستماع.

كما كشفت الدراسة أن 14 بالمائة فقط من الصحفيين المستجوبين ينتجون أكثر من 10 أعمال صحفية سنويا، وهي نسبة ضئيلة تعكس عدم إيلاء الصحفيين اهتماما بقضايا السكان والتنمية.

وشدّدت المجبري على أهمية إنجاز مقالات تفسيرية وتحليلية تتناول هذه القضايا بعمق، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن أولوية العمل الصحفي تبقى في نقل المعلومة الدقيقة وغير المضللة من خلال المقالات الإخبارية، قبل التوجه إلى أي نوع صحفي آخر.

شارك:

إشترك الأن

ليالي تونس
نوستالجيا
احك يا زمان
إلى حضن تونس
إذاعة المنستير

إذاعة المنستير

ON AIR
ليالي تونس
نوستالجيا
احك يا زمان
إلى حضن تونس