اعطاء اشارة انطلاق المؤتمر العلمي الدولي الرابع للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات.

أعطى وزير الشباب والرياضة الصادق المورالي اليوم الجمعة 03-10-2025، اشارة انطلاق المؤتمر العلمي الدولي الرابع للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات تحت عنوان "علوم المعلومات في خدمة مكافحة المنشّطات" والذي سيتواصل على مدى يومين.
وجاء ذلك في حضور مسؤولين عن وكالات وهيئات وطنيّة ودولية لمكافحة المنشّطات من افريقيا وأوروبا وآسيا على غرار الوكالة الفرنسية لمكافحة المنشّطات والوكالة البولونيّة، إلى جانب ممثلين عن هيئات دولية أخرى مثل المجلس الأوروبي والإنتربول، والوكالة الدولية للمراقبة وأساتذة جامعيين وخبراء في القانون وباحثين علميين.
وعلى هامش المناسبة أكد وزير الشباب والرياضة في كلمة الافتتاح أنّ انعقاد هذا المؤتمر يعكس الإرادة الصادقة لتونس في جعل الرياضة فضاءً للتنافس النزيه، وقيمة وطنية وإنسانية، داعيا الجميع الى حمايتها من كل ما يهدّد نزاهتها ومصداقيتها، باعتبار أنّ الرياضة ليست فقط نشاطًا بدنيًا أو إنجازًا تنافسيًا، بل هي أيضًا مدرسة لبناء شخصية الشباب على أسس الانضباط والمثابرة والاحترام.
وأعرب عن شكره لحضور ممثلين عن وزارة الصحة في المؤتمر إلى جانب نخبة من الخبراء الوطنيين والدوليين، مشيرا الى أنّ ذلك يُبرز الدور المحوري لقطاع الصحة كشريك أساسي في حماية الرياضيين وضمان سلامتهم، ما يؤكد القناعة المشتركة بأن مكافحة المنشطات مسؤولية جماعية، تتحقق عبر تنسيق وثيق بين القطاعات المختلفة، وتسخير أحدث ما توصلت إليه العلوم والتقنيات لمواجهة التحديات المعاصرة في هذا الميدان.
ووجه وزير الشباب والرياضة التحية والإشادة للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات على ما وصفها بـ "الجهود الجليلة والعمل الدؤوب" في تعزيز أواصر التعاون العلمي والبحثي مع الهياكل المحلية والدولية كافة.
وبيّن أنّ اختيار علوم المعلومات والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة محورًا لأعمال المؤتمر، يُعبّر عن وعيٍ عميق بضرورة مواكبة العولمة التكنولوجية وتوظيف الابتكار في التصدي للتحديات المتطورة في مجال مكافحة المنشطات، مع الحفاظ الدائم على القيم الأخلاقية ومبادئ الشفافية.
وجدّد وزير الشباب والرياضة في ختام كلمته الترحيب بضيوف المؤتمر من تونس وخارجها، متمنيا أن تتوّج أعمال المؤتمر بالنجاح، وأن تُسهم توصياته في إثراء الاستراتيجيات الوطنية والدولية الرامية إلى ترسيخ ثقافة اللعب النزيه وتعزيز مفهوم الرياضة النظيفة في الفضاءات العربية والإفريقية والدولية.
وبدوره أفاد منذر قبوج مدير الوكالة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات أنّ انعقاد المؤتمر في تونس يعكس المكانة التي توليها الوكالة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات لموضوع النزاهة الرياضية وإيمانها العميق بأنّ الرياضة ليست فقط منافسة أو إنجازًا بدنيًا، بل هي منظومة قيم وأخلاق، ورسالة تربية وتنمية للأجيال.
وذكر أنّ الاختيار في جعل علوم المعلومات والتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي محورًا للقاء يشير الى أنّ المؤتمر يهدف إلى استكشاف وإبراز الدور المحوري لعلوم المعلومات بما في ذلك البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وأنظمة المعلومات الطبية وآليات التتبع في دعم جهود الوقاية من المنشطات والكشف عنها والتصدي لها.
ولاحظ أنّ المؤتمر يسعى إلى تعزيز قدرات الوكالات الوطنية والدولية عبر استثمار التكنولوجيا الحديثة وتبادل البيانات، وتطوير أطر التعاون بين المؤسسات الرياضية وأجهزة إنفاذ القانون والمختبرات المتخصّصة، فضلا عن مناقشة التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي وإدارة المعلومات الحساسة وتبادل التجارب وأفضل الممارسات لترسيخ ثقافة النزاهة والأخلاقيات في الرياضة.
وقال إنّ المؤتمر يمثّل فضاءً فريدًا لتبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين والخبراء والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم ويشكّل فرصة لتعزيز التعاون العلمي والمؤسساتي في سبيل التصدي للتحديات المتصاعدة في مجال مكافحة المنشّطات والتي تهدّد نزاهة الرياضة وصحة الرياضيين، وفق تعبيره.
ويتوزع برنامج المؤتمر الذي يختتم غدا السبت على جلسات عامة ومحاضرات يلقيها خبراء دوليون، تطرح قضايا تتعلق بدور المعلومات في مكافحة المنشطات، واستراتيجيات الاستخبارات والتحقيقات، إلى جانب مناقشة تجارب دولية في مجال تبادل البيانات والتعاون مع الهياكل الأمنية.
كما سيختتم المؤتمر بمجموعة من الورشات التطبيقية الموازية التي تعنى بالتحليل الرقمي، وحماية المبلّغين والتعاون بين الجهات الفاعلة واستعمالات الذكاء الاصطناعي بما يعزز الطابع العملي والتفاعلي لهذه التظاهرة العلمية.