مركز النهوض بالصادرات يختتم شهرًا من الحوار والشراكة بلقاء تنسيقي مع الغرفة النقابية للمستشارين في التصدير

في إطار إعداد البرنامج الترويجي لسنة 2026 واستعدادًا لانعقاد المجلس الوطني للتجارة الخارجية والمجلس الأعلى للتصدير، اختتم مركز النهوض بالصادرات سلسلة الاجتماعات القطاعيّة التي نظمها خلال الفترة الممتدة بين 29 سبتمبر و29 أكتوبر 2025 بمقره في "دار المصدّر". وشكلت هذه السلسلة، التي ضمّت عشرة لقاءات قطاعية وجلسة مع كنفدرالية المؤسّسات المواطنة التونسية (CONECT)، ورشة تبادل أفكار تمهيدا لضبط برنامج ترويجي لتعزيز قدرات المؤسّسات التونسية التصديرية ودفعها نحو آفاق أوسع في الأسواق الدولية.

وتميّز اختتام هذه الاجتماعات بعقد لقاء جمع المركز بممثلي الغرفة النقابية للمستشارين في التصدير برئاسة السيّد رياض عزيز صباح يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025.

افتتح الرئيس المدير العام للمركز اللقاء بتذكير الحضور بأهداف هذه السّلسلة التي تتنزل ضمن الإعداد لمكونات مشروع البرنامج الترويجي لسنة 2026. وقدّم ملخصا شاملا للقاءات السابقة، مؤكّدا على أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف الفاعلة في توفير الدعم للمؤسّسات التصديرية وتوحيد الجهود لوضع برنامج وطني متكامل يروّج للخيرات والخدمات التونسيّة في الأسواق العالمية، بما يسهم في تفادي ازدواجية التدخل وتعزيز تنافسيّة الصادرات الوطنية.

قدّم السيّد رياض عزيز جملة من المقترحات تتعلّق بـالبرنامج الترويجي الوطني لسنة 2026، وأشاد بمستوى التعاون المثمر الذي تمّ إرساؤه مع مركز النهوض بالصادرات، لاسيّما إثر إبرام الاتفاقية الإطارية للتعاون بين المركز والغرفة النقابية بتاريخ 27 سبتمبر 2024، والتي أرست إطارًا مؤسّسيًا مشتركًا يهدف إلى تعزيز الصادرات التونسية نحو الأسواق العالمية الواعدة وغير المستغلّة، إلى جانب تطوير قدرات المستشارين في مجال التصدير.

وخلال اللقاء الذي شهد حضور أكثر من 20 مستشار في التصدير، تمّت الدعوة إلى مواصلة دعم الديناميكية التي تمّ إرساؤها بين الجانبين، والتأكيد على أهمية تبادل المعلومات بين المركز والغرفة، ولا سيّما فيما يتعلّق بالنفاذ إلى الدراسات التي يقوم المركز دوريّا بإعدادها حول القطاعات التصديرية والأسواق، مع اقتراح إرساء آلية عملية لتبادلها. كما عبّر المستشارون عن تقديرهم الكبير لدور الممثليات التجارية التونسية بالخارج في معاضدة جهودهم خلال العمليات الاستكشافية في الأسواق الخارجية، واقترحوا تنظيم فعاليات مشتركة تخصّ قطاعي زيت الزيتون والتمور.

من جهة أخرى، أكّد المتدخّلون على ضرورة تعزيز وعي الفاعلين الاقتصاديين بمحتوى وأهمية الاتفاقيات الإقليمية على غرار اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (الزليكاف) والكوميسا، لما تمثّله من فرص واعدة لتوسيع آفاق التصدير التونسي في القارة الإفريقية.

يذكر أن الاجتماعات القطاعيّة العشرة ركّزت على قطاعات استراتيجيّة ومحوريّة في دفع الصادرات الوطنيّة، وهي على التوالي: النسيج والملابس، التعليم العالي الخاص والتكوين، الصناعات الميكانيكية والكهربائية، الصناعات التقليدية، خدمات الصحة والصناعة، قطاع الجلود والأحذية، زيت الزيتون والتمور، قطاع البناء والأشغال العمومية، المواد الفلاحية والصناعات الغذائية، وأخيرًا تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

وفي إطار تواصل تشجيع ومرافقة مركز النهوض بالصادرات للمؤسسات الخاصّة والناشئة ومزيد الانفتاح على منظومة المؤسّسات المبتكرة والمجدّدة، والتعريف أكثر بأهمّ آليات الدعم الفنيّة والمالية التي يوفّرها، والموجهة بالخصوص للمشاريع المجدّدة قصد تحفيز باعثيها على اكتساح الأسواق الواعدة، ستكون هذه اللقاءات القطاعيّة التنسيقيّة مشفوعة بزيارات ميدانيّة لفريق عمل من المركز، مبرمجة خلال شهر نوفمبر 2025، إلى عدد من الأقطاب التكنولوجية بالجهات والمؤسّسات الواعدة بها.