الدوحة : وزير الشؤون الاجتماعية يؤكّد على " ضرورة وضع مقاربات جديدة أكثر نجاعة من شأنها أن تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية "

 

ألقى وزير الشؤون الاجتماعية السيد عصام الأحمر، ظهر اليوم الأربعاء 05 نوفمبر 2025، كلمة تونس ضمن أشغال الجلسة العامّة "للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية" التي تستضيفها دولة قطر خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025 وذلك بحضور السيد فرهد خليف سفير تونس بالدوحة والوفد التونسي المرافق له.

وبيّن الوزير، في هذا الإطار، أنّه في ظل الصعوبات التي يشهدها العالم نتيجة تطور الذكاء الاصطناعي نحو إلغاء دور الإنسان في عملية الإنتاج واحتكار الثروة وانتشار الحروب وتدمير البيئة واحتداد التجاذبات الدولية التي لم تكن مطروحة بنفس الحدّة قبل 30 سنة خلال القمة العالمية الأولى، تجتمع اليوم الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في مناسبة عالمية ثانية لدفع التنمية بما يفرض معالجة جديدة للمسألة نهجا ومضمونا. مشيرا إلى أنّ ما تضمنه الإعلان السياسي من التزامات التي شاركت في صياغتها جميع الأطراف سيمثل برنامج عمل للفاعلين السياسيين لوضع مقاربات جديدة أكثر نجاعة من شأنها أن تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.

وأكّد السيد عصام الأحمر، بالمناسبة، أنّه تنفيذا لرؤية سيادة رئيس الجمهورية جعلت تونس من العدالة الاجتماعية الركيزة الأساسية لسياستها التنموية الشاملة وهي مقاربة مبتكرة في علاقة وطيدة مع الدور الاجتماعي للدولة التي تعمل بلادنا على تقاسمها على المستوى الإقليمي والدولي من أجل إيجاد حلول عملية للقضاء على التفاوت بين الأفراد والمجموعات والحد من وسائل التحكم في الآخر وفي نهب الثروات. مبيّنا أنّ الدولة التونسية انطلقت في ثورة تشريعية بهدف إرساء عدالة اجتماعية حقيقية في كافة أبعادها لتكريس مقومات العمل اللائق والقطع مع كلّ أشكال العمل غير المنظّم وحماية الحقوق الأساسية للعمال من خلال اقرار منع مناولة اليد العاملة في القطاعين العام والخاص وإقرار الأمان الوظيفي وإحداث نظام خاص بالحماية الاجتماعية للعاملات الفلاحيات وتنظيم العمل المنزلي وإحداث صندوق التأمين على فقدان مواطن الشغل لأسباب اقتصادية.

وشدّد وزير الشؤون الاجتماعية، في هذا السياق، على أهمية المسؤولية المشتركة بين كل الأطراف والتي قوامها التعاون بين جميع دول العالم لمجابهة التحديات بهدف إعادة بناء تنمية تستجيب لتطلعات الشعوب مبنية على الديمقراطية الاجتماعية الكونية يكون جوهرها وهدفها الانسان. مشيرا إلى انضمام تونس خلال سنة 2024 إلى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية وإلى التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر والمبادرة النموذجية التي اطلقتها بلادنا لقياس مدى تقبل التونسيين والتونسيات للعدالة الاجتماعية في مختلف أبعادها بما يمكّن من موائمة برامجها وفق انتظاراتهم.

كما بيّن السيد عصام الأحمر، في الكلمة التي القاها اليوم، أنّ سياسة التجويع الممنهجة التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين في سابقة لم يتم تسجيلها من قبل في تاريخ الإنسانية يفرض على المجموعة الدولية المجتمعة في قمة عالمية محورها الإنسان، الدعوة إلى التدخل العاجل لرفع الحصار وتمكين الشعب الفلسطيني عاجلا من ضمان حقّه الإنساني في الحياة والعيش الكريم على كامل أرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. مؤكّدا موقف تونس الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء مستقبل ينعم فيه بالسلام والعدل والأمن والكرامة.

هذا وقد شارك وزير الشؤون الاجتماعية يوم أمس الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 في المائدة المستديرة الأولى حول "تعزيز ركائز التنمية الاجتماعية الثلاث: القضاء على الفقر، العمالة الكاملة والعمل اللائق للجميع والإدماج الاجتماعي" المدرجة في جدول أشغال "القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية".

كما شارك السيد عصام الأحمر صباح اليوم الأربعاء 05 نوفمبر 2025 في منتدى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية: تنفيذ الإعلان السياسي من خلال التعاون والعمل الذي نظمته منظمة العمل الدولية بالشراكة مع دولة قطر والبرازيل وسويسرا وذلك ضمن الفعاليات الموازية للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية والذي شارك فيه كلّ من رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ووزير العمل القطري والمدير العام لمنظمة العمل الدولية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية يمثل منبرا هاما لحشد جهود الشركاء من حكومات ومنظمات مهنية ومنظمات دولية ومؤسسات مالية وأكاديمية لوضع مبادرات من شأنها أن تساهم في تسريع تنفيذ خطة التنمية المستدامة